خاطرة
لا تتشبث بأحد من الخلق ، فكلهم على حد واحد ، لهم وصف واحد.
لا تنتظر منهم شيئا ، إنما الإيجاد من الله ، والإعداد من الله ، والإمداد من الله ، والإسعاد من الله.
ألست تعلم أنه هو الذي أضحك وأبكى؟!
فإذا كان هو الذي أضحك وأبكى ، توسل إليه أن يشرح صدرك وأن يفرج همك ، وأن يجعلك ترضى عنه ، فمن رضي فله الرضا.
حين تؤمن بأن الله لم ينسى أحدا تتزن نفسيًا وتتقبل الحياة بكرمها وشحها بجمالها وقبحها ،
حتّى وإن دمعت عيناك تجد قلبك دومًا يبتسم.
الذي أنجاك في المرات الماضية سينجيك هذه المرة وكل مرة ، الله سبحانه ينقذك حين تفلتك كلّ الأيادي.
تريد البركه والرزق؟!
تريد الخروج من ضيقك؟!
عليك بالحل اليقيني ، إتقِ الله ، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب.
إتق الله في عملك أيا كان تجد الرزق وبركته ،
إتقِ الله في أهلك تجد الرزق ، إتقِ الله في جيرانك ،
إتق الله في كلامك ، في باطنك ، في خواطرك ، وفي نزعات قلبك.
إتقِ الله في كل صغيرة وكبيرة.
كن من الله قريبا تبسط الحياة لك نعيمها.
حتى تكون سعيدا ناجحا : أصلح ما بينك وبين الله ثم أقبل على الحياة بسماحة النفس
وسلامة الصدر ،
واعلم أنه ما مضى قد مضى والحياة عثرات ونقص ، وكل نية صالحة هي بذرة خير لك ،
وادعوا الله وعد إليه بهمة عالية ،
فذاك خير عمل وخير زاد لآخرتك.
ذو الهِمَّةِ لا يرضى أن يكون على هامش الحياة
بل يسعى لأخذ حظ وافر في خدمة دينه وأمَّتِه.