خروج الدابة للشيخ محمد حسان

خروج الدابة للشيخ محمد حسان

ما أحدثكم به الآن من هذه العلامات هو ما صح عن الصادق محمد صل الله عليه وسلم ، أما ما عدا ذلك فلن تجده إلا ضعيفا.

العلامة الخامسة من علامات الساعة الكبرى خروج الدابة

ما هي الدابة؟

قال جل وعلا في سورة النمل : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل:٨٢].

يا إلهي! دابة تتكلم! دابة تنطق! وتكلم الناس كلاماً مفهوماً واضحاً!

بل وتقيم عليهم الحجة ، وتذكرهم بأنهم كانوا لا يوقنون بآيات الله! وكانوا لا يصدقون بآيات الله جل وعلا!

قال المصطفى صل الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو :

(أول أشراط الساعة : طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى أي :

في نفس اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا.

يعني لو خرجت الدابة فسوف تطلع الشمس من مغربها في نفس الوقت ،

وإن أشرقت الشمس من مغربها ، فسوف تخرج الدابة في نفس اليوم ،

(أيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً).

الدابة أمر عجيب لو تدبرته كاد قلبك أن ينخلع!

دابة تخرج وتجوب الأرض كلها ، تفرق هذه الدابة بين المؤمن والكافر!

وتعلم المؤمن بعلامة ، وتعلم الكافر بعلامة ، تسم الكافر على أنفه فيسود وجهه!

وتسم المؤمن فيضيء وجهه كأنه كوكب دري ، أمر عجب!!

ورد في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وصححه شيخنا الألباني أن النبي صل الله عليه وسلم قال :

(تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم) (تسم الناس) : أي تعلِّم الناس.

إقرأ أيضا: خفايا الله

على الخراطيم : أي: على الأنوف.

تسم الدابة أنف كل واحد على ظهر الأرض.

وخذ هذا الحديث العجب الذي رواه أحمد في المسند والترمذي في السنن ، وللأمانة العلمية التي اتفقنا عليها فإن الشيخ الألباني حفظه الله قد ضعف إسناد الحديث ،

ومدار الحديث على علي بن زيد بن جدعان ، قال الألباني : فيه ضعف ،

إلا أن العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى قد صحح إسناد الحديث وقال :

علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه ، والراجح عندنا توثيقه ؛ لذا صحح العلامة أحمد شاكر إسناد هذا الحديث ،

وقال الإمام الترمذي : حديث حسن ؛ قال صل الله عليه وسلم : (تخرج الدابة ومعها عصى موسى وخاتم سليمان ، فتسم الدابة أنف الكافر

أي : تعلم الدابة أنف الكافر وتجلو وجه المؤمن أي: ويضيء وجه المؤمن ، كأنه كوكب دري ،

حتى أن أهل الخوان الواحد أي: المائدة يجتمعون على طعامهم فيقول هذا : يا مؤمن! ويقول هذا : يا كافر!).

لأن الدابة بينت وأوضحت الحقيقة ، وميزت المؤمنين من الكفار.

وقد غالى بعض الناس في وصف الدابة ، وأعطوا لخيالهم العنان ، فوصفوا الدابة وصفاً دراميا خياليا عجيبا ،

فمنهم من قال : رأسها رأس ثور ، وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل ، وعنقها عنق نعامة ، وصدرها صدر أسد ،

وقوائمها قوائم بعير إلى آخر هذا الوصف الدرامي ، الذي لا يصلح إلا أن يكون في فلم لواحد من هؤلاء الكذابين.

ولا يجوز لأحد يحترم عقله ويحترم نفسه أن يعطي لخياله العنان ليصف الدابة بهذه الأوصاف ،

إذ إن أمور الغيب ومنها الدابة لا يجوز لأحد البتة أن يتكلم فيها بكلمة إلا بدليل صحيح عن الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.

Exit mobile version