خطيب الأنصار المبشر بالجنة
هذه قصة رسول الله مع ثابت بن قيس
هو ثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك الأنصاري الخزرجي ،
وكنيته : أبو عبد الرحمن ، أحد السابقين إلى الإسلام في يثرب ، الذين أسلموا على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه.
كان جهير الصوت خطيبا بليغا ، وهو الذي خطب بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة.
قال الزهري : (قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور ،
فقال النبي صل الله عليه وسلم لثابت بن قيس : (قم فأجب خطيبهم) ، فقام وحمد الله وأبلغ ،
وسُرَّ رسول الله صل الله عليه وسلم والمسلمون بمقامه.
وقد أثنى النبي صل الله عليه وسلم على ثابت بن قيس رضي الله عنه في أحاديث كثيرة ، وبشّره بالجنة ،
وأخبره أنه من أهلها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :
( نِعْم الرجل أبو بكر ، نعم الرجل عمر ، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ،
نعم الرجل أسيد بن حضير ، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح) رواه الترمذي.
وعن أنس رضي الله عنه قال : (لما نزلت هذه الآية :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {(الحجرات الآية: 2).
إقرأ أيضا: سبب نزول المعوذتين
جلس ثابت بن قيس في بيته وقال : أنا من أهل النار ، واحتبس عن النبي صل الله عليه وسلم ،
فسأل النبي صل الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال : يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ إشتكى؟ ،
قال سعد : إنه لجاري ، وما علمت له بشكوى، قال : فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صل الله عليه وسلم ،
فقال ثابت : أنزلت هذه الآية ، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صل الله عليه وسلم فأنا من أهل النار ،
فذكر ذلك سعد للنبي صل الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : بل هو من أهل الجنة ، رواه مسلم.