خفايا الله
خفايا الله
لكل مخلوق أسرار وخفايا ولله سبحانه خفايا وأسرارا ، أعلم عباده بمبادئ هذه الخفايا
وأخفی عنهم أوقاتها وما فيها من الكنوز
والعلة في ذلك ؟
كي يجتهد العابد الصادق في تحصيل ثواب وجزاء هذه الخفايا والأسرار القدسية
فمنها أخفی سبحانه إسمه الأعظم حتی يتعبد المؤمن الصادق بجميع أسماء الله وصفاته علما وحالا وعملا.
ومنها أخفى ساعة ووقت إجابة الدعاء في الليل ، كل ليلة حتى لا يغفل ولا يملَّ المسلم من الدعاء.
ومنها أخفی ساعة الإجابة في يوم الجمعة حتى يتسنى للداعي الدعاء وهو يحدوه الأمل أن تكون وقت دعاءه هي ساعة الإجابة.
وَمنها أنه أخفی الصلاة الوسطی حتی يحافظ المصلي علی صلاة الجماعة فينال أجر كل الصلوات.
ومنها أخفی أولياء الله الصالحين عن العباد حتى يظن الناس بكل المسلمين خيراً وصلاحا.
وأيضا أخفی حال العارفين الملهمين عن الناس الذين منهم من لو أقسم علی الله لأبره ،
حتی لا يستخدمهم الناس في الجليل والحقير من الأمور وتضيع هذه المنقبة وتُرْفَع.
ومنها أنه أخفی ليلة القدر من كل عام في رمضان عن الناس ،
حتی يجتهدون في الطاعات والقربات في كل الليالي العشرة الأخيرة ،
لينالوا الرضا التام من الله الذي هو أهم من آلآف من ليالي القدر ،
فرضا الله هي الغاية وليلة القدر علی عظمها هي وسيلة ، لتحقيق الغاية ،
وهي رضا الرحمن ، فمن إجتهد في كل الليالي العشرة ، فقد نال ليلة القدر ، ونال الرضا ،
وما ليلة القدر ، في الرضا الإلهي من النسبة ، إلا كما بين الأرض والسماء من المنزلة والرفعة لديه سبحانه.