خفايا عربة الجامع الأموي ومخترعها
خفايا عربة الجامع الأموي ومخترعها
سر العربة الخشبية داخل المسجد الأموي
العربة الخشبية التي نراها في صحن الجامع الأموي هل يعرف أحدكم قصتها؟
يحتفظ الجامع الأموي بدمشق في الرواق الشمالي منه بعربة كبيرة مستطيلة الشكل تروي لنا قصة المخترع السوري “عبد الغني الحموي”
الذي صنع تلك العربة لينقل بها الأعمدة والأحجار الكبيرة من جبل المزة إلى المسجد لترميمه.
في عام 1893 عندما إحترق المسجد الأموي بالكامل ما عدا القسم الغربي منه وبقي هيكل بسيط جداً آيل للسقوط ،
أمر والي دمشق حسين ناظم باشا حينها بترميم الجامع.
وبعد إجتماع اللجان المسؤولة عن الترميم ، وجدوا أن الأعمدة المربعة التي كانت في صحن الجامع وأقسامه ،
كانت على وشك الإنهيار وتأزم وضعها أكثر
بعد الحريق ،
واقترحوا أن يتم إستبدالها بأعمدة حجرية ضخمة جديدة تماما.
لكنهم وقعوا في مشكلة : كيف سيتم نقل أعمدة ضخمة بهذا الحجم؟ وبغض النظر عن مصدرها أصلا؟
حينها قدم المعماري الدمشقي عبد الرحمن الحموي إقتراحه قائلاً لللجان وللوالي :
( الأعمدة تُجلب من مكان أعرفه جيدا
في المزة وأستطيع أن أنقلها إلى هنا ،
على عربة يجرها ثوران طويلة ومنخفضة قليلا على الأرض ،
لها من الأسفل ملاقط وجنازير حديد تلقط العامود وتثبته بحيث لا يتحرك ولا يفلت )
وطبعا الوالي واللجان عندها لم يستجيبا لكلام المعماري بما يشبه السخرية من الطريقة واستحالتها.
ثم تابعوا النقاش كأنهم لم يسمعوا الإقتراح ، لكن المعماري الذكي تابع قائلا :
إقرأ أيضا: إن الدين عند الله الإسلام
( تصميم هذه العربة ليس من عقلي ، فقد رأيته بأحد مقالع الحجارة في إيطاليا ومصممه معماري إيطالي معروف )
وسرعان ما تمت الموافقة بشكل فوري على الإقتراح.
وبعد أيام قليلة ، كانت العربة الخشبية تلك تنقل الأعمدة وسط تصفيق وزغردة أهالي دمشق ،
وتم نقل الأعمدة وتركيبها ( كما هي تماما الموجودة اليوم في الجامع الأموي )
وبعد إنتهاء التركيب ، إعترف المعماري عبد الرحمن الحموي بأنه لم يزر إيطاليا في حياته ،
ولا إلتقى حتى بأي شخص إيطالي ، والعربة من تصميمه الشخصي ،
وعندما سُئل عن السبب قال : كان المهم عندي أن يترمم الجامع وبعدها لكل حادث حديث.
كثيرون منا مروا بجانب تلك العربة ولم يلحظوا اللافتة الصغيرة المثبتة عليها ،
والتي تحمل إسم المعماري الذي يجهلون قصته.