خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرغب في ضيافة أبي عبيدة بن الجراح له ، ولكن أبي عبيدة لا يريد ضيافته!
القصة تعود عندما زار الفاروق عمر رضي الله عنه أرض الشام لم يرغب أبو عبيدة وكان واليا على الشام أن يستضيف الفاروق إلى منزله ،
وقد أتى عمر من المدينة وله حق الضيافة وواجب الكرم ،
لاسيما أن الفاروق سأل عن أبي عبيدة أول ما نزل قائلا : أين أخي أبو عبيدة ؟
فكان الفاروق يحبه حبا جما ، وما فرغ من كلامه حتى أقبل أبو عبيدة يعانق الفاروق وقد تغير بهما العمر.
ولما سكت أبو عبيدة عن إستضافة الفاروق إلى داره ،
لم يسكت الفاروق فهو يحب أن يزور بيوت ولاته كي يرى حالهم عن قرب ثم يحكم لهم أو عليهم.
فكانت وجهته الأولى نحو دار أبي عبيدة ليرى كيف يصرف الأموال ويأكل أطيب الطعام ،
ويكتسي بفاخر اللباس بعد أن صار الوالي على ديار الشام.
فقال له الفاروق : إذهب بنا إلى منزلك.
قال أبو عبيدة : وما تصنع عندي؟
ما تريد إلا أن تعصر علي ( أي تبكي علي ) ؟
ولماذا يعصر عمر عينيه عليك يا أبا عبيدة ؟
رضخ أبو عبيدة لاستضافة الفاروق فلما دخل الفاروق منزل أبي عبيدة المتواضع لم ير شيئا ذا قيمة!
فقال الفاروق لأبي عبيدة : أين متاعك ؟
لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا وأنت أمير ،
أعندك طعام ؟
فقام أبو عبيدة إلى جونة ، فأخذ منها كسيرات خبز ووضعها أمامه.
نظر عمر إلى أبي عبيدة نظرة إكبار وإجلال وحزن على حال أبي عبيدة ، ثم بكى عمر.
إقرأ أيضا: لما ظهر الخوارج على الكوفة أخذوا أبا حنيفة رحمه الله فقالوا له
فقال له أبو عبيدة بصوت أجش : قد قلت لك يا أمير المؤمنين إنك ستعصر عينك علي ، يا أمير المؤمنين يكفيك ما يبلغك المقيل.
وكأن أبا عبيدة يقول : لأجل ما رأيت يا أمير المؤمنين لم أرغب في إستضافتك لأنه ليس عندي شيء.
قال عمر : غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة ، فبكى عمر وبكى معه أبو عبيدة.
رضي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين وصل