خمسة قصص في دهاء النساء
خمسة قصص في دهاء النساء
القصة الأولى
كان هناك رجل يعمل طوال حياته ، وقد وفر كل ما لديه من أموال ، ولكنه كان بخيلاً وقبل وفاته ، قال لزوجته :
عندما أموت ، أريد منك أن تأخذي كل أموالي وتضعيها في النعش معي ،
لأني أريد أن أخذ أموالي إلى الآخرة معي.
وحصل على وعد من زوجته بذلك أنه عندما يتوفى ، فإنها ستضع كل الأموال في النعش معه.
عند وفاته ، كان ملقى في النعش ، وزوجته كانت تجلس هناك والجميع يرتدون ملابس سوداء ، وصديقتها كانت جالسة إلى جوارها.
وقبل الاستعداد لإغلاق النعش ، قالت الزوجة ،
انتظروا لحظة.
أخذت علبة معدنية صغيرة معها ووضعتها في النعش ، ثم أغلقت النعش بانخفاض ورحل النعش بعيداً.
ثم قالت صديقتها : يا صديقتي ، أنا أعلم أنك لست مغفلة لوضع كل المال مع زوجك.
ردت الزوجة المخلصة : اسمعي ، أنا متدينة
والوفاء بالوعد واجب.
وعدته أن أضع هذه الأموال في النعش معه.
فسألتها صديقتها باستغراب : هل تقصدين أنك وضعت الأموال كلها في النعش معه؟
أنا متأكدة أنك لم تفعلي.
قالت الزوجة : حصلت على كل شيء ،
ووضعته في حسابي ، وكتبت له شيك بكامل المبلغ.
القصة الثانية
جاءت إمرأة إلى مجلس لتجمع التجار الذين يأتون من كل مكان لوضع وتسويق بضائعهم وهي استراحة لهم.
فأشارت بيدها فقام أحدهم إليها ولما قرب منها قال : خيراً إن شاء الله.
قالت : أريد خدمة والذي يخدمني سأعطيه عشرين دينار.
قال : ما هي نوع الخدمة؟
قالت : زوجي ذهب إلى الجهاد منذ عشر سنوات ولم يرجع ولم يأتي خبر عنه.
إقرأ أيضا: رجل له بنتان
قال : الله يرجعه بالسلامة إن شاء الله.
قالت : أريد أحد يذهب إلى القاضي ويقول أنا زوجها ثم يطلقني فإنني أريد أن أعيش مثل النساء الاخريات.
قال : سأذهب معك.
ولما ذهبوا إلى القاضي ووقفوا أمامه ،
قالت المرأة : يا حضرة القاضي هذا زوجي الغائب عني منذ عشر سنوات والأن يريد أن يطلقني.
فقال القاضي : هل أنت زوجها؟
قال الرجل : نعم.
القاضي : أتريد أن تطلقها؟
الرجل : نعم.
القاضي للمرأة : وهل أنتي راضية بالطلاق؟
المرأة : نعم يا حضرة القاضي.
القاضي للرجل : إذن طلقها.
الرجل : هي طالق.
المرأة : يا حضرة القاضي رجل غاب عني عشر سنوات ولم ينفق علي ولم يهتم بي ؛ أريد نفقة عشر سنوات ونفقة الطلاق.
القاضي للرجل : لماذا تركتها ولم تنفق عليها؟
الرجل : يحدث نفسه لقد أوقعتني بمشكلة ؛ ثم قال للقاضي : كنت مشغولاً ولا أستطيع الوصول إليها.
القاضي : إدفع لها الفين دينار نفقة.
الرجل : يحدث نفسه لو أنكرت لجلدوني وسجنوني ولكن أمري لله ؛ سأدفع يا حضرة القاضي.
ثم انصرفوا وأخذت المرأة الالفين دينار وأعطته 20 دينار الرجل ، أراد فعل يظنه خيراً ولكنه وقع في مشكلة لا يستطيع أن يبوح بشيء.
القصة الثالثة
قديما وفي أحد قرى الهند الصغيرة ، كان هناك مزارع غير محظوظ لاقتراضه مبلغاً كبيراً من المال من أحد مقرضي المال في القرية.
مقرض المال هذا وهو عجوز وقبيح أعجب ببنت المزارع الفاتنة ، لذا قدم عرضاً بمقايضة.
قال : بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته.
ارتاع المزارع و ابنته من هذا العرض ، عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع وابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر.
إقرأ أيضا: فحيح الأفاعي
أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء والأخرى بيضاء في كيس النقود ، وعلى الفتاة التقاط أحد الحصاتين.
.
إذا التقطت الحصاة السوداء ، تصبح زوجته ويتنازل عن قرض أبيها ،
وإذا التقطت الحصاة البيضاء ، لا تتزوجه ويتنازل عن قرض أبيها ،
وإذا رفضت التقاط أي حصاة ، سيسجن والدها.
كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع ، و حينما كان النقاش جارياً ، انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين.
انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين ووضعهما في الكيس ،
ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس
الآن تخيل أنك كنت تقف هناك ، بماذا ستنصح الفتاة؟
إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :
سترفض الفتاة التقاط الحصاة.
يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود وبيان أن مقرض المال رجل غشاش.
تلتقط الفتاة الحصاة السوداء وتضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين والسجن.
تأمل لحظة في هذه الحكاية ، إنها تسرد حتى نقدر الفرق بين التفكير السطحي والتفكير المنطقي.
إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي.
فكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى.
مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة؟
حسنا هذا ما فعلته الفتاة.
أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود وسحبت منه حصاة وبدون أن تفتح يدها وتنظر إلى لون الحصاة تعثرت وأسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى ،
وبذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة.
إقرأ أيضا: الحب الإلكتروني الجزء الأول
” يا لي من حمقاء ، ولكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية وعندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها” هكذا قالت الفتاة ،
وبما أن الحصاة المتبقية سوداء ، فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء.
وبما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته فإن الفتاة قد غيرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرف به إلى موقف نافع لأبعد الحدود.
الدروس المستفادة من القصة : هناك حل لأعقد المشاكل ، ولكننا لا نحاول التفكير.
القصة الرابعة
كان هناك فانوس مثل فانوس علاء الدين فوجدته بنت ، مسحت البنت الفانوس
وخرج منه المارد ،
فقال للبنت : لكي أن تطلبي ثلاث أمنيات
ولكن علي أن أخبرك أن هذه الأمنيات الثلاث لها شروط.
فقالت الفتاة : ماذا تعني؟
فقال لها : إن حققت لك أمنية فهذا يعني أن أحقق 10 أضعافها لزوجك.
فقالت: الفتاة بعد تفكير : موافقة.
كانت أول أمنياتها أن تصبح أجمل فتاة في العالم.
فحذرها قائلاً : موافق ولكن تذكري أن هذا يعني أن يكون زوجك أجمل رجل في العالم ،
بل 10 أضعاف جمالك وقد تحاول النساء أن تأخذه منك.
فقالت له الزوجة : وما المشكلة إنني سأصبح أجمل فتاة في العالم ولن يجد زوجي غيري ليحب ويتزوج.
أما الأمنية الثانية فكانت أن تصبح أغنى فتاة في العالم ، فحذرها مرة أخرى قائلاً :
موافق ولكن ذلك يعني أن يكون لدى زوجك 10 أضعاف ثروتك.
فأجابت الفتاة : وما المشكلة فالمال الموجود معي هو ماله والعكس صحيح ، سوف نجمع ثروتي وثروته معا.
إقرأ أيضا: دخل سارق فخرج أمير
ولما سألها أخيراً عن أمنيتها الثالثة ، فقالت له الفتاة : (ماذا تتوقعون الأمنية الثالثة)
قالت له : أريد أن تصيبني جلطة “بسيطة جداً” في القلب.
فسألها متعجبا : ولماذا؟
فقالت الفتاة : لكي يصاب زوجي بعشرة اضعاف جلطتي ويموت بعدها وأكون أنا الوريثة الوحيدة بعد موته.
(إن كيدهن عظيم).
القصة الخامسة
حكي أن رجلاً حلف ألا يتزوج حتى يكتب حيل النساء ومكرهن ، فاستعد للسفر وأخذ ما يحتاج إليه ،
وسار يطلب البلاد حتى يكتب حيل النساء.
فكتب في ذلك مجلدات كثيرة وانصرف راجعاً إلى بلده وأهله ،
فبينما هو سائر وهو سعيد ببلوغ أمنيته وصل قريبة من قرى العرب وفيها أمير كبير وكان الرجل بينه وبين الأمير مُصادقة ،
فسلم عليه الأمير وسأله عن غيبته فأخبره بما قصده وحصل عليه.
فتعجب الأمير من ذلك وحلف عليه أن يبيت عنده وقال إن عندنا الآن ضيوفٌ أمراء هذه البلاد من أعمامي ،
وأنت الليلة بائتٌ عندي كي تحدثني عن هذه الكتب.
فنزل الرجل عنده ودخل به الأمير على زوجته وأمرها بضيافته وإكرامه ثم خرج إلى ضيوفه ،
فقالت له المرأة : ما هذه الكتب التي معك؟
فقال لها : كتب فيها حيل النساء.
فقالت له : حيل النساء كلها؟
فقال لها : نعم
فتبسمت عجبا ، ثم ضحكت طربا ، فما رآها هكذا احتوت على كل قلبه ،
فقالت له : أنت يا أهل المدن كملتم في كل فضل وفضيلة بإمكان وإتقان ، إلا أنكم مالك على السر كتمان ،
فقال لها وقد أخذت بمجامع قلبه : ما معنى كلامك؟
فقالت له : إني مُبينة إليك بسر ، فلا أسمعه من أحدٍ غيرك ، فقال لها : وما هو؟
فقالت : أعلم أني شابة ، وأن زوجي هذا رجل شيخ ، فهل لك أن تأتي ليلاً؟
إقرأ أيضا: قصة المنديل السحري
فقال لها وقد طار عقله فرحاً وشوقا : يا أميرة العرب قد شوّقت الخاطر وأتعبت النواظر.
فلما كان المساء وجاءها في بيتها قالت له : يا خّوان ، هكذا تدخل بيوت العربان؟
أتريد الآن أن أصرخ الساعة صرخة تدخل عليك العربان ويجعلون أكبر قطعة فيك قدر شحمة أذنيك؟
فلما سمع كلامها وعاين فعلها وجف ريقه وأيقن الموت قال : يا سيدة العرب ، الجيرة أرجوك.
فقالت له : لا أجراك الله ، أتزعم أنك كتبت حيل النساء ومكرهن؟
والله لو عشت عمر نوح ، وكان معك مال قارون ، وصبرت صبر أيوب ما حصلّت عُشر ما للنساء من المكر والدهاء ،
ألا يا جاهل تمنى كيف تموت.
فما قدر أن ينطق ، وتحقق بالموت ، فتضرع إليها وبكى وقال :
يا سيدتي أنا تائب إلى الله تعالى على يدك ، فاطلقيني واجعليني من بعض عُتقائك.
فقالت له : لابد من تلف روحك.
ثم صرخت صرخة فانفتح الباب ، فمات الرجل في جلده ، وأغمى عليه.
وعند ذلك قامت بأسرع من البرق ورفسته برجلها فوقع على وجهه بإزاء الطعام مغشياً عليه.
فدخل زوجها وقال لها : ما هذه الصرخة؟ وما حال ضيفي؟
فقالت على الفور : أتى بالطعام فأكله فغص بلقمة ، فخفت عليه أن يموت ، فصرخت ثم رفسته فوقعت اللقمة ،
ثم زالت الغصة وهذه قصتي معه.
ثم رشت الماء على وجهه ، ففتح عينيه فاستحى من صاحب المنزل فأقبلت المرأة على الرجل وهو لا يصدق بالحياة وقالت له :
هل كتبت مثل هذه في كتبك يا بطل؟
فقال لها : لا والل ه، إني تائب على يديك ، ما بقيت أكتب شيئاً عن حيل النساء.
ثم قام ورمى جميع الكتب وذهب إلى حال سبيله.