مقالات منوعة

خواطر إلى مدمن الهاتف

خواطر إلى مدمن الهاتف

أراك تقضي جل وقتك من موقع لآخر
إلى متى تستمر على هذا الحال يا راحل؟

غيرك يتزود لليوم الآخر؟
وأنت على الهاتف مازلت ساهر.

ألا تعلم بأنك ضيعت وقتك الذي هو عمرك وهل العمر يعود يوما؟

أرى أنك أضعت وجهتك الصحيحة ونسيت
من أنت ولماذا خلقت.

ماذا إن آن الأوان لموتك هل أنت مستعد للرحيل؟

هل زادك يرضيك ويقيك من هول جهنم وبئس المصير؟

لا تنسى أن عمرك قصير ولا يحتمل التقصير
فبادر قبل أن تغادر ، وتذكر هول المصير
وما أنت عليه الآن من تقصير.

حفنة من تراب
لا شيء يُريكَ تفاهة الدنيا إلا الموت!

ولو خُلِط تراب المقبرة كله ، ثم أخِذ منه حفنة لكانت تلخيصاً لحقيقتنا ، وحقيقة هذه الدنيا التي نتقاتل فيها!

في هذه الحفنة بقايا رجلٍ ثري جمعَ المالَ من حلالٍ ومن حرام ،

أكل ميراثا ، واحتكر سلعة ، ولم يدفع لأجير حقه ، غصبَ مسكيناً بيتاً ، وسلبَ ضعيفاً أرضا ،

وثم مضى تاركاً وراءه كل شيء كان يجمعه ليصير ذرَّات في حفنة في كف يد!

وفي هذه الحفنة بقايا شاب قوي يرفع الأثقال في النادي ، ولكنه ما فكر يوما أن يرفع لحافه ويقوم لصلاة الفجر ،

ثم صارت العضلات طعاماً للديدان ، وكل ما تبقى من القوة ذرات في حفنة في كف يد!

إقرأ أيضا: الحب هو

وفي هذه الحفنة فتاة حسناء كفلقة القمر ، كانت تلبسُ ثياباً تُظهِرُ من جسدها أكثر ما تستر ،

كان يُعجبها أن تتطاول إليها النظرات ، وكانت تطربُ لعبارات الغزل من الرائح والغادي ،

كانت تُحِبُّ أن تكون أُمنيةً في قلب كل من رآها ، ثم أسدلَ الموتُ ستار الحكاية ، وها هي الآن ذراتٍ في حفنة في كف يد!

وفي هذه الحفنة حاكم ظالم ، ووزير متسلط ، ومدير متجبِّر ، وربُّ عملٍ متكبِّرٍ ،

كانوا جميعاً يحسبون أن الدنيا باقية وأنهم باقون معها ، ثم انتبهوا من غفلتهم حين رأوا وجه ملك الموت ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ثم ها هم في هذه الحفنة ، وقد زال السلطان ، وكُسِرَ الصولجان ، واندثرت السلطة ، مجرَّد ذرات في كف يد!

وفي هذه الحفنة أيضاً فقيه ، وقارئ للقرآن ، كان يبيعُ دينه بدنياه ، وفيها موظف مرتَشٍ ، وطبيب جشع ،

ومهندس غشاش ، وحِرفيُّ كذاب ، وزوج متسلط ، وزوجة ناشِز ،

عرفوا جميعاً على خشبة الغُسل أن اللعبة انتهت ، وأن الإمتحان قد انقضى وقته ،

وقد حان وقت الإطلاع على النتيجة ، ثم ها هم جميعاً مجرَّد ذرات في كفة يد!

وفي هذه الحفنة أيضا ، ثريٌ لم يأكل درهماً من حرام ، وشاب نشأ في طاعة الله ، وفتاة راودتها الدنيا عن نفسها فاختارت ما عند الله لأنه خير وأبقى ،

وحاكم عادل ، ووزير ناصح ، ومدير رحيم ، وفقيه لم يبِعْ دينه ، وقارئ للقرآن كان يُفسِّره سلوكاً وعملا ،

وطبيب طيّب ، ومهندس أمين ، وموظف عفيف ، وزوج حنون ، وزوجة رؤوم ،

ما ضرَّهم أنهم صاروا مجرَّد ذرات في هذه الحفنة ، وهم أسعد الناس الآن حالا.

في نعيم البرزخ ، ينظرون مقاعدهم في الجنة ،
ويرددون : ( اللهم أقِمْ السَّاعة ، اللهم أقِمْ السَّاعة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?