دجاجة القاضي
جاء رجل إلى محل دجاج ومعه دجاجة مذبوحة يريد تقطيعها ، فطلب منه صاحب المحل تركها والعودة بعد ساعة لأخذها.
مر قاضي المدينة على صاحب محل الدجاج وقال له : أعطني دجاجة.
فأجابه : ليس عندي إلا هذه الدجاجة ، وهي لرجل سيرجع ليأخذها.
فقال القاضي : أعطني إياها وإذا جاءك صاحبها قل له إن الدجاجةَ طارت ، فإن إعترض دعه يشتكي ولا يهمك ،
ثم أخذ القاضي الدجاجة وذهب.
وعندما جاء صاحب الدجاجة إلى محل الدجاج لكي يأخذ دجاجته ، أخبره صاحب المحل بأنها طارت ،
فغضب صاحب الدجاجة وقال : هل أنت مجنون؟
لقد أحضرتها وهي مذبوحة فكيف تطير وهي ميتة؟! هيا نذهب للقاضي ، حتى يحكم بينا ويظهر الحق.
وأثناء ذهابهم للقاضي مروا بمسلم ويهودي يقتتلان ،
فأراد صاحب محل الدجاج أن يفصل بينهما ولكن إصبعه دخلت في عين اليهودي ففقأتها.
تجمع الناس وأمسكوا بصاحب محل الدجاج وجروه إلى القاضي ،
وعندما إقتربوا من المحكمة أفلت منهم وهرب ودخل مسجدا وصعد فوق المنارة فلحقوا به ،
فقفز من فوق المنارة ووقع على رجل كبير فمات الرجل.
جاء إبن الرجل ولحق بصاحب محل الدجاج وأمسكه هو وباقي الناس وذهبوا به إلى القاضي ،
فلما رآه القاضي تذكر حادثة الدجاجة وضحك ، وهو لا يدري أن عليه ثلاث قضايا :
سرقة الدجاجة ، وفقئ عين اليهودي ، وقتل الرجل كبير السن.
وعندما علم القاضي بالقضايا الثلاث أمسك رأسه وجلس يفكر ،
ثم قال : دعونا نأخذ القضايا واحدة واحدة.
نادوا أولا على صاحب الدجاجة.
إقرأ أيضا: المواطن الأخير
قال صاحب الدجاجة : هذا سرق دجاجتي وقد أعطيته إياها وهي مذبوحة ، ويقول إنها طارت ،
كيف يحدث هذا يا سيادة القاضي؟!
قال القاضي : هل تؤمن بالله؟ قال: نعم.
قَال القاضي : يحيي العظام وهي رميم ، قم ، فما لك شيء عند الرجل.
أحضروا المدعي الثاني.
جاء اليهودي وقال : هذا الرجل فقأ عيني.
فقال القاضي لليهودي : العين بالعين والسن بالسن ، لكن دية المسلم لأهل الذمة النصف.
يعني نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عين واحدة للمسلم.
فقال اليهودي : لا لا أنا أتنازل عن الإدعاء عليه.
فقال القاضي : أعطونا القضية الثالثة.
جاء إبن الرجل المسن الذي توفى ، وقال : هذا الرجل قفز على والدي من فوق منارة المسجد وقتله ،
فقال القاضي : إذهبوا بالمتهم إلى نفس المكان ، واصعد أنت فوق المنارة وتقفز عليه.
فقال الشاب : لكن يا حضرة القاضي إذا ما تحرك يميناً أو يسارًا يمكن أن أموت أنا!
قال القاضي : والله هذه ليست مشكلتي ، لماذا لم يتحرك والدك يمينا أو يسارا؟!
فقال الشاب : لا ، لا أريد شيئا منه ، وتنازل عن الإدعاء عليه.
العبرة :
عندما تفسد العدالة ، تضيع الحقوق.