إسلام

دخل أبو بكر الصديق بيت المدراس

دخل أبو بكر الصديق بيت المدراس (مكان يتلى فيه التوراة) ،

فوجد منهم ناسا قـد اجتمعوا إلى رجل منهم ، يقال له (فنحاص) ، وكان من علمائهم وأحبارهم ،

ومعه حبر من أحبارهم ، يقال له (أشيع.

فقال (أبو بكر) لـ (فنحاص) : ويحك ! اتق الله وأسلم ، فوالله إنك تعلم أن (محمدا) لرسول الله ،

قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل.

فقال (فنحاص) لـ (أبي بكر) : والله يا (أبا بكر) ، ما بنا إلى الله من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ،

وإنا عنه لأغنياء وما هو عنا بغنى ، ولو كان عنا غنيا ما استقرضنا أموالنا ، كما يزعم صاحبكم ،

ينهاكم عـن الربا ويعطيناه ، ولو كان غنيا ما أعطانا الربا.

فغضب (أبو بكر) ، فضرب وجه (فنحاص) ضربا شديداً ،

وقال : “والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت رأسك أي عدو الله”

فذهب (فنحاص) إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقال : يا (محمد) انظر ما صنع بي صاحبك

فقال رسول الله صل الله عليه وسلم لأبي بکر : “ما حملك على ما صنعت” ؟

فقال (أبو بكر) : يا رسول الله ، إن عدو الله قال قولاً عظيما ، إنه يزعم أن الله فقير وأنهم أغنياء ،

فلما قال ذلك غضبت لله مما قال ، وضربت وجهه.

فجحد (أنكر) ذلك (فنحاص) وقال : ما قلت ذلك.

فأنزل الله تعالى فيما قال (فنحاص) ردا عليه ، وتصديقا لـ(أبي بكر) :

{لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}} [ آل عمران : ۱۸۱ ]

ونزل في (أبي بكر الصديق) رضي الله عنه ، وما بلغه في ذلك من الغضب قوله تعالى :

{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}} [ آل عمران : ١٨٦ ]

المصدر : السيرة النبوية لابن هشام ( ١ / ٥٥٨ ، ٥٥٩ )

إقرأ أيضا: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ

1 3 4 10 1 3 4 10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?