دروس الأربعين .. نصائح من عمق الحياة
إفهم نفسك واعرف قدرها. إعرف عيوبك ومميزاتك ، نقاط قوتك وضعفك ، ما الذي يسعدك وما الذي يؤلمك.
لا تضع نفسك فوق حقيقتها فيصيبك الغرور ، ولا تضعها دون منزلتها فتذلها وتهينها.
مهما كانت ظروفك ، ظروف نشأتك ، حالتك المادية والإجتماعية والصحية وقدراتك العقلية والتعليمية ،
مهما يكن كل ذلك ، هناك دوما على مدار حياتك مفترقات طرق وإختيارات ،
تختار فيها طريقك ، وتقرر فيها وجهتك ، أين تذهب وماذا تفعل.
هذه النقاط هي التي تتغير فيها حياتك ، وهي التي تجعل منك ما أنت عليه اليوم ، وما ستكون عليه غدا.
الحياة أقصر من أن تعيشها متظاهرا بأنك شخص آخر ،
وطاقتك النفسية أثمن من أن تضيعها محاولا التظاهر بغير الحقيقة ، والكذب سيكلفك أكثر من تكلفة الصدق.
الصراع والعبء النفسي المترتب على تأليف الكذبة وحفظها والدفاع عنها والخوف من إنكشافها ،
أكبر كثيرا من التبعات والآثار المترتبة على قول الصدق وغضب الناس وتحمل نتيجة الأخطاء.
الصدق أيسر وأسلم ، وبالمناسبة : الصدق لا يعني أن تقول لأي أحد كل شيء.
إنتبه لبيئتك إن جالست العلماء إزددت علما ، وإن صادقت السفهاء إزددت سفاهة ، إن تابعت الحمقى صرت مثلهم ،
وإن صاحبت الأتقياء إقتديت بهم.
إنتبه لبيئتك ، مع من تعمل ، مع من تقضي وقتك ، ماذا تقرأ ، وماذا تشاهد.
أنت في النهاية مجموع ما تقرأ وتشاهد وتسمع وتصاحب.
النجاح في الدنيا وأيضا في الآخرة وتحقيق الإنجازات يقوم على فكرة بسيطة ،
فكرة التضحية بالراحة والمتعة العاجلة من أجل متعة أكبر مؤجلة ،
أو الصبر على مشاق وتعب حالي من أجل الفوز براحة ومتعة مستقبلية ، وتذكر أن من أراد الراحة ترك الراحة.
إقرأ أيضا: تعلم كيف تصبح قوي نفسيا
سل تعط ، أطلب النصيحة ، واطلب التوجيه ، أطلب الفرصة ، واطلب الوظيفة ، واطلب المساعدة ،
لا تخجل من الطلب ، ولا تنزعج من رفض الطلب ،
إن قبل طلبك فهنيئا ، وإن رفض فلا بأس.
فأنت على الأقل حاولت ، واعلم أن الرفض سيكون أكثر من القبول ، هكذا الحياة ، ولا بأس.
كن عبرة ولا تكن درس قاس كلما تذكره خليلك زاد ألمه وحصرته ولومه لنفسه ،
لأنه منحك مكانة لا تستحقها ولأنه منحك من وقته وفكره وجوهر روحه.