دفين الملائكة
دفين الملائكة
قصة تقشعر لها الأبدان!
سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه قتل إثنين من الكفار في غزوة بدر فنذرت زوجة أحد القتلى أن تشرب الخمر برأس سيدنا خبيب بن عدي ،
وستدفع لمن يقبض عليه أي ثمن يطلبه.
وفي وقعة (بئر معونة) إحتال الكفار على ثلاثة من الصحابة منهم خبيب فقتلوا إثنين منهم ،
وأسروا سيدنا خبيب بن عدي وأخذوه إلى مكة وباعوه لهذه المرأة التي قتل سيدنا خبيب زوجها وربطوه بالسلاسل.
وبما أنهم قبضوا عليه في الأشهر الحرم.
قالوا : لا يصح قتله.
لذا قرروا أن يذبحوه بعد إنتهاء الأشهر الحرم.
وبعد إنتهاء الأشهر الحرم أخدوا خبيب بن عدي وخرجوا به خارج مكة وقاموا بتعليقه في نخلة وربطوه فيها وجمعوا كل قريش ،
فبدأوا يعذبونه ويضربونه وخبيب رافعاً رأسه
لا يهابهم.
فذهب إليه أبو سفيان وقال له : يا خبيب أستحلفك بالله أتحب أن يكون محمد مكانك الآن.
فقال سيدنا خبيب :
والله ما أحب أن يكون رسول الله في بيته ويشاك بشوكة فكيف أحب أن يكون في مكاني.
فقال أبو سفيان :
ما رأيت أحداً يحب أحدا ،
كحب أصحاب محمد لمحمد!
ثم قال أبو سفيان :
أتطلب أمراً يا خبيب قبل أن تموت؟
فقال سيدنا خبيب :
نعم أحب أن أصلي ركعتين لله ؛
فقال أبو سفيان :
أنزلوه وحققوا له طلبه.
ففكوا وثاقه فصلى ركعتين خفيفتين
وقام فنظر إلى أبو سفيان وقال :
إقرأ أيضا: من غرائب ما يرويه الشيخ الشعراوي رحمه الله
لولا أن تظنوا أني أخاف الموت
لأطلت فيها ، ما شاء الله أن أطيل.
ثم أعادوه وربطوه وبدأ يقول شعراً :
ولست أبالي حين أُقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي.
ثم وقف يدعو الله بأعلى صوته ويقول :-
اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا
ولا تغادر منهم أحدا.
وعندما دعا بها قام أبو سفيان
وقال لقريش :
إنبطحوا على الأرض كي لا تصيبكم الدعوة
فأصبح هو الوحيد الذي يرفع رأسه وكلهم على الأرض فلما رأى هذا المنظر
ضحك وقال :
اللهم بلغ عني رسولك ما فعلت.
فينزل سيدنا جبريل من السماء فيخبر رسول الله ما حدث مع خبيب بن عدي وهم يقتلونه.
فيأمر النبي صل الله عليه وسلم أحد الصحابة
أن يذهب بسرعة إلى مكة ،
ويحضر جثة خبيب بن عدي رضي الله عنه.
يحكي الصحابي ويقول :
وصلت والدنيا قد أظلمت فصعدت على النخلة
التي كان مربوطاً عليها ،
وكنت خائفا أن يراني أحد فأقتل
ففككته حتى أنزل به من على النخلة
فوقع فنزلت من على النخلة أبحث عنه فلم أجده!
فظللت أبحث عنه لكي لا أعود إلى النبي بدونه
فانتظرت حتى يصبح الصباح.
وعندما طلع النهار لم أجده.
فرجعت إلى النبي صل الله عليه وسلم حزيناً
لأني لم أنجز المهمة التي أرسلني إليها ،
فلما دخلت عليه إبتسم النبي!
وقال لي : لا عليك لقد دفنته الملائكة.
أحدثكم عن أحد صحابة رسول الله
رضي الله عنهم جميعا.
ما أجمل سيرتهم وما أعظم صبرهم
وما أشد تضحيتهم وثباتهم في سبيل الله ؛
هؤلاء هم الأبطال الذين يجب أن يقتدى بهم
لا أبطال الفن والغناء.