دقت ساعة الحائط معلنة إنتصاف الليل الطويل
دقت ساعة الحائط معلنة إنتصاف الليل الطويل!
أفكار كثيرة تملأ رأسي ضجيجا ،
قررت التخلص منها بسكبها على أوراقي البيضاء.
إشتياق لحبيب هجرني دون سبب ولا إنذار مسبق!
ماذا سأكتب عنه وهو الغادر الحبيب ، الخائن مصدر الأمان؟!
هل أتغزل به وأجعل أبجديتي تتراقص لملاقاته ،
أم أثور عليه وأجعل القلم يقطر دماً من فعله وخذلانه؟!
أثناء مداعبة الأفكار لرأسي ، وإمساكي لقلمي بين أناملي وإعداد الأوراق لغزو بياضها.
رن هاتفي!
ما هذه الرسالة ومن أرسلها لي؟!
هي مبعوثة من رقم غير مسجل ، وما تعودت محادثة الغرباء.
لكن من هذه أو هذا الذي يعايدني بالعام الجديد؟!
فكرت ولم يأت أي شخص ببالي؟!
وبعد لحظات رن هاتفي مرة أخرى ، لكن هذه المرة إتصال من نفس الرقم المجهول ، دقات قلبي تسارعت فجأة.
وفضولاً قررت الرد.
ألو ، كيف حالكِ؟!
سمعت صوته وعرفت ذاك الحبيب الذي ذبحني بدم بارد ،
ماذا أقول له!؟
هل أحكي له عن الطبيب النفسي الذي ساعدني لتجاوز محنتي من بعده؟!
أم أحكي له عن طعم تلك المهدئات اللعينة التى لجأت لها حتى أوقف عقلي عن التفكير وأستطيع النوم؟!
وأم أقول له أني إشتقت له كثيراً؟! ، أم أبلغه أني حزينة جداً منه؟!
تحجرت دمعة بمقلتي ، وهدأت رعشة يدي
ورددت عليه بهدوء وثبات ،
حمدا لله أنا بخير.
كل عام وإنتِ بخير.
شكرا جزيلاً لك.
مابكِ؟! ألم تشتاقي لي؟!
كلا لم أشتاق لك ، أنا بأفضل حال.
هل أستأذنك علي إنهاء المكالمة.
أنا السلام عليكم.
أغلقت الهاتف وأنهمرت دموعاً بللت وجهي وأدمت مقلتي ،
حدثت نفسي قائلة ،
من يتركني غارقة وسط البحر ليس مرحباً بوجوده على شاطئي والأمواج هادئة.