ذنوب الخلوة التي تحصل في مواقع التواصل
ذنوب الخلوة التي تحصل في مواقع التواصل
كتب أحد طلبة العلم الفضلاء في فائدة عجيبة فتح الله تعالى عليه بها ؛ وفيها يقول :
( هل تعلم أن اللهَ ابتلى الصحابة رضي الله عنهم وهم في حال الإحرام ، والمُحرم بالحج أو العمرة يحرُم عليه الصيد ؛
إبتلاهم الله بأن الصيدَ اقترب منهم حتى إن أحدهم يستطيع أن يصيده بيده دون استخدام آلةٍ للصيد!
إقرأ قولَه تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ‘ سورة المائدة ، آية : 94 ‘ .
وفي هذا الزمن يتكرر ابتلاءٌ عظيمٌ جِدًّا ، ولكن بشكل مختلف!
كيف ؟! .
قبل عشرة أعوام تقريباً كان الحصول على الصُّوَر والمقاطع المحرمه صعبا نوعاً ما ، بعكس الحال الآن ، أعاذنا الله وإياك.
تذكر :
﴿ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
وفي خلوتك لا يغرنك صمتُ أعضائك ، فإن لها يوما تتكلم فيه !
﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾.
تأمل جيداً قول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ” .
وفي هذا المعنى يقول أحد السلف : خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب أعظم من الذنب إذا فعلته.
يقول أحد من ابتلي بالنظر للحرام : سمعتُ خشخشةً في الباب ، فبلغ قلبي حنجرتي ، وانقطع نفَسي ،
فأغلقت جهازي ، وفتحت الباب ؛ فوجدتها هرَّة ، ألم يعلم هذا المسكين أن الله أقرب إليه من حبل الوريد.
ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار “مراقبة الله”.
إقرأ أيضا: تقول ابنة الصديق أم المؤمنين السيدة عائشة
قال العلامة الشنقيطي : أجمع العلماء أن الله لم يُنزِل إلى الأرض أعظم واعظ ولا أكبر زاجر أعظم من جدار المراقبة.
فمن هدم الجدار ؛ فقد تجرَّأ! وما أقبح الجرأة على الله!
قال بعض السلف : لا تكن ولياً لله في الظاهر
عدواً لله في الباطن.
في الوقت الذي نقول فيه : هذا زمانٌ الوصول فيه إلى الحرام أسهل من غيره ، يجب أن نقول :
هذا زمان القرب فيه من الله بترك الحرام أعظم من غيره!
الجوالات مثل الصناديق إما : حسنات جارية
أو سيئات جارية فضع فيها ما تشاء أن تجده في صحيفتك يوم القيامة.
خذوا حذركم من ذنوب الخلوات وخاصة مع الجوالات والكمبيوتر والتلفاز عند غياب الأهل والناس ،
فإنه يطعن في خاصرة الثبات ، وعليكم بعبادة السر فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات.
فإذا أردت الثبات حتى الممات فعليك بالمراقبة في الخلوات.
قال ابن القيم : ذنوب الخلوات سبب للإنتكاسات وعبادة الخلوات سبب للثبات ،
” كلَّما طيَّب العبد خلوته بينه وبين الله ، طيَّب الله خلوته في القبر. “
أما يوم القيامة ؛ فعن ثوبان قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
ﻷعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا.
قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن ﻻ نكون منهم ونحن ﻻ نعلم ؛
قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
رواه ابن ماجه.