ذهب شاب إلى بيت حبيبته ، طرق الباب بشدة ،
فتحت له وهي تحمل كتابها وتضع نظارتها الوردية :
ماذا ؟
عديني أن لا تبكي
ماذا هناك ؟
حسنا، أنتِ لم تكوني سيئة جدا ، لكن حبيبتي السابقة عادت إلي !
كما تعلمين كنا نخطط للإرتباط منذ مدة ولكن ،
إختصر من فضلك
حسنا ، يجب أن ننفصل !
تنهدت بعمق ثم فتحت عينيها ، ظل يرمقها هل ستبكي أم ستتحجر الدموع في مقلتيها ؟!
ثم انفجرت ضاحكة.
هل جننتي !؟ لماذا تضحكين ؟!
أنت تمزح أليس كذلك !
لا يا عزيزتي يجب أن أبتعد عنك.
قهقهت بخفة مقاطعة له ونظرت له نظرة جانبية ، نزعت نظارتها عن عيونها الواسعة المدورة ،
وأعطت الحرية لرموشها لتشمخ حتى تكاد تلامس حاجبيها ، عضت على شفتيها بابتسامة :
سيدي ، ألهذا طلبت مني أن أبكي ؟
أنا أبكي عندما لا أجد الكتاب الذي أريد ، بعد مشوار طويل بالكعب العالي !
سيدي، إن اِنكسار ظفري أسوء عندي من تهشم عمودك الفقري !
سيدي ، عندما لا أجد أحمر شفاه يناسب لون فستاني أشعر بأن جحيم العالم في معدتي !
يشتعل رأسي عندما لا أجد الشكولاطة المفضلة عندي ، عندما لا أجيد رسم خط الآيلاينر بدقة ، عندما …
كفى !
ماهذا الهراء ؟!
ألم تحبيني يوما ؟ لمَ لمْ تتأثري ؟!
إقرأ أيضا: كانت تحادثني باليوم عشرون ساعة تقريبا تتصل كل حين
بالله عليك يا رجل ، ستتركني ، ستتركني ،
قهقهت وتابعت :
ظننت أن الكتب إنقرضت من العالم ؟ أو أنني رسبت ؟ أو توقفت شركة المكياج عن التصنيع.
كفي عن هذا ، هل كنتي تسخرين مني ؟!
لا يا عزيزي أنا كنت فقط أحب نفسي أكثر من كل شيء !
كنتِ لا تستطيعين قضاء يومك بدوني.
أزاحت شعرها المتفحم عن وجنتيها الورديتين وأردفت :
يا رجل هل تظن نفسك Wi-Fi حتى لا أتمكن من العيش بدونك !
هنا لمعت شرارة الغضب من عينيه وقال لها : أنا أكرهك !
إبتسمت حتى بانت أنيابها المتلئلئة ، وضعت نظارتها ودنت بلطف وهي تغلق الباب بخفة ،
سمعت هرولته على الدرج ، بعدها ( اِنهارت باكية ).