رأيت العريس خرج ووجهه مكفهر ، فما الذي حدث؟
لم تعجبه الشروط التي وضعناها ، لو كان يرغب بالزواج بابنتي حقا لأثبت ذلك.
تلك الشروط التي جعلت الذي قبله يتراجع عن خطبتها ، ومن قبله وقبله أيضا ،
أخي أعلم أن ابنتك أغلى ما تملك لكن قيمتها ليس ما يقدمه لها من مهر وذهب ، بل ما يقدمه لها من حب واحترام.
أن يكون لها مثلك في رفقه ، أنت تجبره على تقديم الحياة التي لم تستطع أنت توفيرها لوالدتها إلا بعد سنوات من الزواج ،
وكانت هي الداعم لك حتى تصل لما وصلت إليه الآن.
لن يراها غالية إلا إذا تعب في الوصول إليها.
صدقني الرجل الحقيقي يرى شريكة حياته أغلى ما في حياته ، ويراها وصية رسوله التي عليه أن يرفق بها ،
أما أشباه الرجال فمهما كان مهرها غاليا سيهينها ويُّذلها ،
علينا أن نساعد الشباب في أن يتخذوا الحلال نهجا لهم ، لا أن نجور عليهم مثل الزمن.
وكيف ستأكد أنه سيصونها؟
دعها هي تقرر ذلك ، فترة الخطوبة كفيلة بجعلها تعرف أي إنسان ستقضي معه حياتها القادمة ،
فما تراه أنت مناسبًا يمكن أن لا يكون كذلك بالنسبة لها ، لكن لا ضير من تقديم النصح لها من حين لآخر ،
ويا حبّذا لو جالسته لتدرس أخلاقه في هذه الفترة ، حينها ستستطيع الحكم عليه ، لكن طريقتك هذه ظلم يا أخي ،
لازال في بداية حياته ويضع أساساتها ، المهم أن يكون له راتب شهري ومنزل يعيشان تحت سقفه ،
أما الباقي فهي كماليات سيوفرها مع الوقت ، لن يفيدها المال والترف إذا كان شحيح العاطفة ،
ما أكثر الرجال الذين انصاعوا لما يطلبه آباء مثلك وبعد الزواج تحولوا لوحوش بشرية ،
ورجال آخرون قضوا حياتهم في تسديد الديون بدل الإستمتاع بأيامهم وشبابهم مع من اختاروهن زوجات لهم.
إقرأ أيضا: في أيام الحج تعرفت على بعض الأخوات
في الحقيقة رأيت في عينيه وتصرفاته الألفة ورفعة الأخلاق ، لكني خشيت أن يكون قناعا سيسقط ما إن يمسك بزمام الأمور.
مهما تظاهر الإنسان بعكس ما يحمله بداخله ستسقطه بعض الهفوات ، عيوب الجسم يغطيها متر من القماش ،
وعيوب الفكر يفضحها أول نقاش ، توكل على الله وامنحهما موافقتك ،
فوالله قد رأيت في عيني تلك الشقية عندما علمت بقدوم ذلك الشاب خجلا لا ينِّم إلا على أنها تحمل له شيئا بداخلها ،
هي تمنّته فكن سببا في تحقيق أمنيتها.
أتمنى أن يكون نعم السند والزوج لها ، فماذا يتمنى الأب غير أن تعيش ابنته في سعادة وهناء.