رؤيا الشيخ عبد الحميد كشك لرسول الله قبل وفاته
كان الشيخ عبد الحميد كشك كثيراً ما يستعين في خطبه ببعض أبيات الشعر ، ومن ضمن هذه الأبيات التي كان يرددها : قول الشاعر :
أنا لا أخاف الموت بل هو غايتي ، ووسيلتي لتحقق الرغبات
فيه يتاح لي اللقاء وتزدهي ، روحي برؤية سيد الكائنات
وبالفعل اقتربت لحظات الموت ، عندما رأى الشيخ رؤيا في منامه مبشرة بحسن خاتمته ،
وإليكم الرؤيا التي رآها الشيخ قبل موته بسبع ساعات.
كان هذا اليوم هو يوم الجمعة ، في هذا اليوم الطيب صلى الشيخ كشك الفجر وكان له وِرد يومي من قراءة القرآن والأذكار ،
لا يتخلى عنه أبدًا مهما كانت الأحوال والظروف ،
وبعد أن انتهى الشيخ من ورده ومن صلاة الضحى أخذته سنة من النوم ، فنام ،
ثم استيقظ الشيخ وهو يقول : الله أكبر ، الله أكبر.
ونادى على زوجه وأولاده فرحًا مسرورًا ، وقال لهم :
“أتدرون مَن رأيت اليوم في منامي؟ فقالوا : الله أعلم ، فقال لهم : لقد رأيت إنسانًا ما رأيت في جمال خلقه ،
إنه سيد الخلق وحبيب الحق ، إنه الرجل الذي جعل من العبيد سادة ، ومن المستضعفين أساتذة وقادة ،
إنه الرجل الذي جعل من عُباد الحجر قادة للبشر ، وجعل من رعاة البقر زعماء للأمم ، إنه الأمي الذي علم المتعلمين ،
الفقير الذي قاد سفينة العالم الحائرة في معترك الأمواج إلى شاطئ الله رب العالمين.
لقد رأيت النبي محمد – صلوات ربى وسلامه عليه – ومعه عمر بن الخطاب- رضوان الله عليه- ،
وسمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول لعمر رضي الله عنه : أجلسه هنا يا عمر حتى اُغسله بيدي ،
وأخذني عمر ونمت على طاولة ، وأخذ النبي صل الله عليه وسلم يغسلني بيديه الكريمتين ، وعمر رضي الله عنه يناوله الماء” (انتهت الرؤيا).
إقرأ أيضا: ثاني شهداء الرجيع
ثم رفع الشيخ يده ، وقال : “أسأل الله أن يجعل هذا اليوم هو يوم لقائي له”.
وكان للشيخ دعوة كثيرًا ما كان يدعو الله بها ، ولعل من استمع إلى خطب الشيخ يكون قد سمعها بنفسه ؛
فهي موجودة في معظم خطب الشيخ ، كان يقول : عندما كانت الحكومة تحاول إغراءه بالمناصب الكبيرة ،
كان يرد عليهم بقوله : “اللهم أحيني إمامًا وأمتني إمامًا واقبضني وأنا ساجد بين يديك يا رب العالمين”.
وكان ذلك يوم الجمعة 26 رجب 1417 هـ الموافق لـ 6 ديسمبر 1996م.