رجل إضطر أن يقترض مبلغ من أحد التجار ، هذا التاجر طلب من الرجل رهناً مقابل المبلغ الذي سيعطيه إياه ،
على أن يرد له هذا الرهن عند وفائه للقرض.
فهذا الرجل لديه مزرعة إضطر أن يقيدها على إسم هذا التاجر في السجلات الرسمية مقابل هذا القرض ،
ولكن قيمة المزرعة كانت تفوق بكثير حجم القرض الذي أخذه ،
وبسبب حاجته إلى هذا المبلغ وافق وأعطى الرجل المزرعة وأخذ القرض على أن يرد له هذا المبلغ في وقت معين إتفقا عليه.
وبعد شهور عديدة فتح الله على هذا الرجل ورزقه هذا المبلغ فتمكن من أداء الدّين في وقته ،
وفعلاً ذهب إلى التاجر ليؤدي القرض له ويستلم مزرعته حسب الإتفاق ،
فامتنع التاجر أن يأخذ القرض ويعطيه المزرعة ، وقال له : ليس لك شيئاً عندي ، وهذه المزرعة أصبحت ملكي!
فأصاب الرجل كرب وهمٌ شديد أودى به إلى أزمةٍ قلبية ، وظلت تسوء حالته يوماً فيوماً حتى أصبح على فراش الموت ،
فاستدعى إبنه الأكبر وقال له : يا بني وصيتي لك إذا مِت أن تسير بالجنازة أمام دكان هذا التاجر الذي اغتصب مني المزرعة ،
أوقف الجنازة وادخل دكانه وأعطيه هذه الرسالة وقل له : هذه من والدي!
وفعلاً توفي الرجل بعد عدة أيام ، ففعل الإبن مثلما وصاه والده تماماً وجعل الجنازة تمر أمام دكان التاجر ،
ثم أوقف الجنازة ونزل إلى دكانه وأعطاه الرسالة وقال له : هذه من والدي!
وفعلاً فتح التاجر الرسالة وعندما قرأها تألم ألماً شديداً وسقط مغمياً عليه ، فإذا بالرسالة مكتوب بها :
( أنا الآن ذاهبٌ إلى دار الحق ، إذا كنت بطلاً لا تلحق بي )
قال تعالى : { فوربكَ لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون }.
إقرأ أيضا: قصة الظلم ودعوة المظلوم
أيها الإخوة والأخوات ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ،
واعلموا أن ملك الموت قد يخطاكم إلى غيركم ، وسيتخطى غيركم إليكم ، فخذوا حِذركم.
الكيِّسُ من أدان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.