رجل حكيم في المقهى
دخل رجل حكيم في احدى المقاهي وهي مكتظة بالجالسين وأغلبهم شباب ، وكانت لها واجهة عريضة على الشارع العام ،
بحيث أنها تطل على المارة.
جلس الرجل خلف شابين بحيث أصبح ظهره بظهر الشابين ، وكان بيد أحدهم مفكرته الخاصة.
بدأ الشابان بالحديث فيما بينهم ، مرت من أمامهم إمرأة محجبة تسير على إستحياء وهي ممسكة بعباءتها بشكل محكم ،
وخلف المرأة بنتين من غير حجاب ،
فقال الأول : أرى أن المرأة في بلدنا لا زالت تعاني من التخلف.
الثاني : ما هو دليلك على ذلك؟
الأول : إن الحجاب أصبح موضة قديمة ، والأن نحن نعيش عصر التطور والحضارة ،
وأصبحت المرأة تقتحم شتى ميادين الحياة.
الثاني : بالفعل لازالت المرأة تعيش العهود الماضية.
استمع الرجل لحديثهم ولكنه لم يرد عليهم ، وبدأ الشابان بالحديث في موضوع آخر ،
فتعمد الرجل إلى أن يجعل أذنه بالقرب من أفواههم بطريقة توحي على التجسس.
فاستغرب الشابان من هذه الحركة الغريبة ، فقال الأول : أخي لماذا تتنصت وتحدق النظر إلينا؟
الرجل : عفوا لأستمع إلى حديثكم.
الثاني : وما هذا الفضول من جنابكم؟
الرجل: عفوا لماذا فضول؟
الأول : عندما تريد أن تستمع لخصوصياتنا ، ماذا يسمى؟
إقرأ أيضا: هو حر لوجه الله!
الرجل : هل من الممكن أن أطلع على مفكرتك هذه؟
الأول : عجبا عليك يا رجل لا نرضى بأن تتجسس علينا ، والأن تريد مفكرتي الخاصة
لتطلع عليها ما أمرك؟
الرجل : نحن الأن في عصر التطور والحرية فلماذا تمنعني من الإطلاع على خصوصياتك؟
الثاني : لم أرى رجلا أحمق مثلك.
الرجل : أسالكما هل أن المرأة التي ترتدي الحجاب لتخفي زينتها من خصوصيتها أم من خصوصيتكم؟
فإذا كانت بضع كلمات منطوقة أو مكتوبة ترفض اطلاع الغير عليها فهل من المنطق أن تطلب من المرأة أن تطلعك على خصوصيتها؟
إنذهل الشابان ولم يجيبا وأكمل الرجل حديثه :
وللعلم لو قبلت أنت أن أطلع على خصوصياتك لا يحاسبك الله ،
ولو قبلت المرأة أن تطلع على خصوصيتها
سيحاسبها الله ، فأيهما أحق بالنقد أنتما أم المرأة المحجبة؟