رجل لا يعتذر وإمرأة لا تغفر
رجل لا يعتذر وإمرأة لا تغفر
حين تصبح كلمات الإعتذار مرفوعة من الخدمة ، وتختفي كلمة أسف من قاموس حياتنا.
ويعتبر كل منا الأعتذار إهدارا لكرامته ،
فعندها تتحول الحياة إلى ساحة صراع ،
وتصبح العلاقة بيننا فرصة لتصييد الأخطاء ،
وتظل الإتهامات والشتائم هي اللغة السائدة بيننا.
ووقتها يحدث الشرخ وتزداد المشاكل والخلافات ، والنتيجة تكون إنهيار العلاقات الإنسانية.
فمثلا في العلاقة الزوجية كلمة إعتذار واحدة ، يمكن أن تفتح مسام القلب وتنقذ الزواج من الإنهيار ،
ولكن البعض لا ينطقها حتى يحفظ كرامته ورجولته ،
والبعض الأخر يراها دليل حب وثقة وإحساس بالقوة.
فغياب كلمة أسف من قاموس حياتنا ليس فقط مشكلة زوجية ، بل أزمة مجتمع وخلل في ثقافته ،
لأنه دليل على تراجع روح المحبة والتسامح والإعتراف بالخطأ دون خجل.
وهو ما يفتح الباب للأنانية والتعصب والتطرف.
فمن المسؤل عن إختفاء أو غياب لغة الإعتذار فى مجتمعنا.
أنا لا أرى أن الإعتذار نوع من هدر الكرامة أو الهروب ، وإنما أراه من وجهة نظري هو قمة الشجاعة والصدق مع النفس.
فإذا أخطأنا ، علينا أن نعترف بأننا أخطأنا حتى يكون لدينا قدرة على مصارحة الذات ،
وينبغي أن يدرك الجميع أننا بشر وليس هناك من لا يخطأ فكلنا مخطئون.
وإذا لم نعتذر عن أخطائنا ، لن نتعلم من التجربة ،
فلدينا للأسف ، إختفت كلمة الإعتذار من قاموس الرجل والمرأة ، و ذلك لأسباب كثيرة :
منها أساليب التربية الخاطئة وسيطرة بعض المفاهيم المغلوطة عن الحياة الأسرية.
فالأب ليس قدوة لأبنائه ، فهو لا يعتذر لزوجته على الإطلاق حتى لو كان مخطئا ،
وكثيرا ما يصرح بأنه لا يخطئ وعلى الجميع إطاعته حتى لو كان رأيه خاطئا ، وأيضا قد تفعل الأم نفس الشيء.
إقرأ أيضا: قواعد أساسية كيف أكتسب التفكير الإيجابي
وأحيانا تكون المرأة مسؤولة عن عدم إعتذار الرجل ، سواء لسوء إستغلال هذا الإعتذار ،
أو نتيجة لرد فعلها السلبي تجاه الإعتذار ،
فهي لا تسامح مثلا ولا تغفر.
ودائما ما تذكره بخطئه الذي يحاول نسيانه ،
لذلك يتوقف الزوج عن الإعتذار ، لأنه يشعر بأنه لا جدوى منه.
إن الإعتذار ليس مجرد كلمة تقال ، ولكنه ثقافة يجب أن تنتشر بين الناس ، وليس فقط الأزواج ،
لأنه أساس روح المحبة والتعاون والتسامح.
وغياب الإعتذار يعني إختفاء هذه القيم ،
ومن لانت كلمته وجبت محبته.