![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/10/pexels-ahmet-polat-5226142-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
رد الله يوسف إلى يعقوب عليهما السلام بعد غياب أجمع أهل الأرض وقتها أن رجوعه مستحيلا ،
قالوا فقد عقله وبصره مِن الشوق الذي أضناه ،
أقسموا أنه جُنَّ ولن يحدث ما يتمناهُ ليلَ نهار ،
أيأسوه ، وتركوه ، وأفلتوا أيديهم مِن يقينه بِشكِّهم ، لكنه كان نبيا صابرا عليه السلام بأمل ،
راضيًا بإيمان ، داعيًا بيقين ، مُنتظرًا للفرج الذي لم يكل منه أبدًا ولم يمل ،
برغم أنه ظلَّ ينتظر عودة يوسف أكثر من أربعين سنة ، وبعدها.
وقد طال ليله مهمومًا يئِن يشكو بثه وحُزنه إلى من لا يغفل ولا ينام ،
الحي القيوم الذي لا يشغله أمر أحد عن أمر أحد.
أتته البُشرى على مهلٍ وتحققت بأمر الله على عجلٍ ، ارتدَّ إليه بصره ، وجُبر خاطره من بعد فقدٍ وكسر ،
وسكنت جوارحه بعد اضطراب ، وهدأ فؤاده بعدما عاش عُمرًا مِن القلق ، أتاه عوض الله ،
وها هو يوسف الصديق في حضن يعقوب الصابر ملكا.
ألا فأبشر ، فأنت أيضًا على موعد من الجبر بعد مرار كسرك ، وعلى موعد مع العوض بعد ألم فقدك ،
وعلى موعد مع الفرح بعدما طال حُزنك ،
أما وإن رب يوسف ويعقوب عليهما السلام هو ربي وربك وهو رب العباد كلهم ،
ما خاب من أودعه شتات أمره ، واستودعه بيقينٍ خاطره وجبره ، وترك حِبال الناس واستمسك بحبِله.
أمَا والله ؛ إنَّ فرجَ الله آتيك حاملا لك عِوضًا يفوق خيالك ، وجبرًا لا تدري مِن شدة فرحك ،
ولذة جبرك ،خج سواء أأنت ليلًا أم صُبحاً.