رد الله يوسف إلى يعقوب عليهما السلام بعد غياب

رد الله يوسف إلى يعقوب عليهما السلام بعد غياب أجمع أهل الأرض وقتها أن رجوعه مستحيلا ،

قالوا فقد عقله وبصره مِن الشوق الذي أضناه ،
أقسموا أنه جُنَّ ولن يحدث ما يتمناهُ ليلَ نهار ،

أيأسوه ، وتركوه ، وأفلتوا أيديهم مِن يقينه بِشكِّهم ، لكنه كان نبيا صابرا عليه السلام بأمل ،

راضيًا بإيمان ، داعيًا بيقين ، مُنتظرًا للفرج الذي لم يكل منه أبدًا ولم يمل ،

برغم أنه ظلَّ ينتظر عودة يوسف أكثر من أربعين سنة ، وبعدها.

وقد طال ليله مهمومًا يئِن يشكو بثه وحُزنه إلى من لا يغفل ولا ينام ،

الحي القيوم الذي لا يشغله أمر أحد عن أمر أحد.

أتته البُشرى على مهلٍ وتحققت بأمر الله على عجلٍ ، ارتدَّ إليه بصره ، وجُبر خاطره من بعد فقدٍ وكسر ،

وسكنت جوارحه بعد اضطراب ، وهدأ فؤاده بعدما عاش عُمرًا مِن القلق ، أتاه عوض الله ،

وها هو يوسف الصديق في حضن يعقوب الصابر ملكا.

ألا فأبشر ، فأنت أيضًا على موعد من الجبر بعد مرار كسرك ، وعلى موعد مع العوض بعد ألم فقدك ،

وعلى موعد مع الفرح بعدما طال حُزنك ،
أما وإن رب يوسف ويعقوب عليهما السلام هو ربي وربك وهو رب العباد كلهم ،

ما خاب من أودعه شتات أمره ، واستودعه بيقينٍ خاطره وجبره ، وترك حِبال الناس واستمسك بحبِله.

أمَا والله ؛ إنَّ فرجَ الله آتيك حاملا لك عِوضًا يفوق خيالك ، وجبرًا لا تدري مِن شدة فرحك ،
ولذة جبرك ،خج سواء أأنت ليلًا أم صُبحاً.

إقرأ أيضا: صفة السابقين إلى الخيرات

Exit mobile version