قصص منوعة

رسالة المهر العجيب

رسالة المهر العجيب

“كنتُ شاردة بين زوايا المكتبة أبحث عن كتاب
“مدينة لاتنام” ..

عندما وقعت عيني بعين ذلك القارىء المهووس بالكتب والمكتبات مثلي ،

بعد أن رفعت نظري باتجاهه ، عندما اصتدم بي وهو يحمل كتب كثيرة بين يديه بغاية ترتيبها صدفة ،

فتناثرت الكتب منه ، وشعرت بالخجل فهربت من أمامه ودسست رأسي بداخل الكتاب ،

وقلبي يرتجف عقب تلك النظرات العميقة جدًا منه ،

لم أكن أعلم إنه من القائمين على المكتبة ، رغم أني دائمًا كنت اراه هنا يرتب الكتب ويعتني بها مرات!

وبعد ذلك الموقف ، أصبحنا وكأننا نلقي السلام على بعضٍ بنظرات الأعين مرات عندما أتي بها للمكتبة لغاية القراءة!

بدا لي إنه معجب جدًا بي ، ثم لم يلبث آيامًا حتى اعترف لي بحبه ،

وأخبرني بأنه كان يراقبني لأشهر ، وهو من خطط لهذا الموقف الذي حدث من قبل ،

كما الأفلام والمسلسلات ليجد حجة للحديث معي!

وطلب رقم والدي لكنني هربتُ من أمامهُ .

ولا أعلم ما لسبب ، وكأنه انعقد لساني وشلت أحرفي حتى بقول ، لا ،

فكنت لا انوي الارتباط بالوقت الحالي ،
جلست بعد أن اخذت الكتاب الذي كنت اقرأه بالآمس لأكمل قرائته!

إقرأ أيضا: حتى لا تزوري طبيباً نفسيا

  • وجدتُ ورقة مطوية ومكتوبة بخط جميل ، استغربت لقد وضع لي رسالة لطيفة بالكتاب كتب بها : لقد وقع قلبي عند تلك النظرات منكِ ، وبالآخص وأنتِ تقرأين كل هذه الكتب بشغفٍ كبير ،

وكأنني وقعتُ بالتفاتة عينيكِ ، وذكائكِ اللئيم ذاك الذي تصنعه الكتب بعقلكِ منذ أشهر ،

و ملامح وجهكِ وأنت غارقة بين الأسطر ،

ابتسامتكِ عندما تقرأين رواية رومنسية جديدة ، وجمال حمرةُ وجنتيكِ عندما يمر موقفًا مخجلًا ،

أو عندما يتغزل البطل بالبطلة ويقول لها (أحبكِ).. وأنا أيضًا ..

وحزنكِ على موت بطل الرواية أحيانًا ، أو بأحداث مؤلمة قرأتيها بين الآسطر ،

دموعكِ البريئة التى تنهمر على أورقة الكتب كم أنتِ لطيفة وحنونة ، اتعلمين دموعكِ تؤلمني وبشدة ،

1 3 4 10 1 3 4 10

مواضع الدموع على الورق جعلتني اكتشف بكِ مايزعجكِ ، صرت اتمنى لو أنني بطل حياتكِ ،

أن أكون أحد هؤلاء الأبطال بالروايات الذين تعطيهم جل وقتكِ ومشاعركِ الصادقة!

وبعد الضحك بأعلى صوتكِ ، عندما تنتصر البطلة بدهائها على البطل أو تفوز بقلبه ،

فأنا قارىء مثلكِ واعرف مابداخل كل كتاب تختارينه ،

عندما اشاهد غلافه بين يديكِ ، فقد قرأت اغلبها ، وكان يتملكني الفضول لقراءة ذلك الكتاب الذي اخترتيه

ولا اعرف الا اسمه احيانًا ، فأهرول لقرائته بعد أن تغادرين المكان لأعلم مالذي كان يضحكك أو يبكيكِ!

مضت الأيام ، لم أعطه أي أهمية لما كتب برسالته الغريبة لي وبقيت ارتاد المكتبة باستمرار ،

وبعدها تقدم لخطبتي ذلك الرجل القارىء ، عندما كنت برفقة والدي بالمكتبة وجاء ليوصلني للبيت!

-استوقفنا الشاب فجأة ودون سابق انذار ،
فتركتهم ومضيت خارجًا .

فقال : عفوًا عفوًا ياعم!

إقرأ أيضا: ارقصي حتى وان لم تتقني الرقص

  • واكمل على مسمعي : أريد ابنتكَ هذه التي لا أعرف اسمها عروسًا لي! لكن لا تطلب مني مهرًا لها ذهبًا ولا مالًا فكله زائلًا!

إلا بعد أن تقرأ ابنتكِ هذه الرسالة ،

واعطاه ورقة مكتوبة بخط يده ، وطلب منه أن اقرأها أنا بالمنزل!

وطلب من والدي أن يتبعنا إلى منزلنا بالحال ، ليأخذ الرد وقال أنه على عجلة من أمره!

  • فقال والدي : كيف ازوجكِ ابنتي ودون مهرًا مجنون أنتَ؟!
  • فقال الشاب : اطلب ماتشاء مني ، لكن بعد الذي طلبته منكَ ياعم أرجوكَ سأكون جاهزًا لشروطكَ لكن بعد موافقتها!

ركبنا سيارتنا وتوجهنا لبيتنا ..
وعريس الهنا تبعنا بسيارته آيضًا

وصلنا البيت دخل مع والدي لغرفة الضيوف وأنا دخلت لغرفتي ،

دخل والدي لغرفتي وقدم لي الرسالة من الشاب وقال : اقرأيها لنرى ماذا يريد ..فتحت الرسالة :

كتب بها : دعيني أقدم لكِ كنز لايفنى وعلم لا ينتهي كأغلى مهرًا على الإطلاق ،

فمهركِ سيكون ألفي كتاب ومكتبة!
ومؤخركِ : هو عقد مسجل باسمكِ ،

لأسهمي التى امتلكها بمكتبة والدي الكبرى ،

ومراسيم الزفاف ستكون في ساحة مكتبتنا التى تعرفينها ، وخلفنا الكثير من الكتب التى قرأتيها سابقًا بالأشهر التى مضت ،

واحتفظت بها لأصنع لكِ بها منصة تناسبكِ تجلسين بقربها ، كأثمن منصة وأكثرها غرابة .

وشهر العسل سيكون إلى أكبر مكتبة في العالم!!!

تختارينها أنتِ من اكبر مكاتب العالم هذه
ماعليكِ إلا أن تختاري وتشيري لي عليها
كمكتبة الكونجرس

وهي أكبر مكتبات العالم، منقوش على قبة أشهر مبانيها “المكتبة الأكبر والأكثر تكلفة وأمانًا في العالم” ، تقع في العاصمة الأمريكية واشنطن.

المكتبة البريطانية بلندن

أو المكتبة الوطنية الصينية

وربما المكتبة الوطنية في كندا

وأيضا المكتبة الوطنية الألمانية

المكتبة الوطنية الروسية

مكتبة فيردناسكي الوطنية بأوكراني

مكتبة نيويورك العامة

ومكتبة الأكاديمية الروسية للعلوم

مكتبة جامعة هارفا

مكاتب الجزائر .والمغرب . والقاهرة ، ودمشق والاردن وفلسطين وغيرها من البلاد العربية أيضا لاتخجلي

وكتب : إني خيرتكِ فاختاري الآن

إقرأ أيضا : إما أهلك وإما ذاك الشاب

  • لاشيء فقط أردت شيئًا يليق بقارئتي، ولم أجد مهرًا يليق بها كهذا ..
  • وكتب لي : اختاري رجلًا مثلي عندما تشعرين بالملل وتشعرين أنك ضائعة يرافقك إلى حيث تجدين نفسك، بداخل إحدى تلكَ المكتبات ..
  • وإن ادركك التعب أو المرض يومًا ، أعدكِ أن أقدم لكِ دواء مختلفًا هو أن أقرأ لكِ دومًا

-فإذا وافقتِ : أخبري والدكِ بمهركِ ، وسأكون على استعداد لتلبيته

  • فقلت وقد اصابت الدهشة قلبي مما قرأت أيها المجنون علمت أنكَ قارىء ومهوسًا بي
    ولكن ليست لهذه الدرجة الجنونية

فخرجت اليه وكلي شوقًا وقلت له

لقد اخترتكَ أنتَ و مهركَ وقلبكَ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?