رواية أطفال الغابة الجزء الثاني
رواية أطفال الغابة الجزء الثاني
قالت الجنية الأولى : لابد أنهم يتضورون جوعا ، يجب علينا أن نعطيهم هدية كبيرة للغاية.
وقالت الجنية الثانية : إنهم ثلاثة أطفال ، ويبدو عليهم أنهم أمراء من النجمة التي تعلو وتزين جبين كل واحد منهم ؛
علينا منحهم ثلاثة هدايا ، لكل واحد منهم هدية مميزة وفريدة.
قالت الجنية الثالثة : وأنا سأبدأ أولا ، بالنسبة لي سأمنحهم غزالا تقوم على رعايتهم وحمايتهم من كل شرور وأخطار الغابة المظلمة ،
وتعمل على جلب أشهى الفواكه والأطعمة إليهم ،
تقوم على رعايتهم وتضمهم بحنانها وعطفها ، ستكون بالنسبة إليهم عوضا عن والدتهم ووالدهم.
قالت الجنية الأخرى : “أما عني فسأهديهم كيسا عجيب ، مملوء بقطع الذهب والتي لن تنتهي على الإطلاق مهما أخذوا منها ،
سيظل معهم هذا الكيس مدى الحياة ولن تنفد منه قطع الذهب مهما استهلكوا منها ،
فستعود بكل مرة كما كانت بل وتزيد عما كانت عليه أيضا.
والجنية الأخيرة : أما عني فسأهدي الطفلة خاتم نادر الوجود ، خاتم صنع من الألماس الفريد من نوعه ،
بإمكانه حماية الأطفال الإخوة ما دام في إصبع أختهما الصغيرة.
واستيقظ الثلاثة إخوة وكانت حينها الجنيات قد رحلن ، عملن طوال نومهم على رعايتهم ،
وفور استيقاظهم وجدوا بجانبهم الغزالة التي كانت قد جهزت لهم فواكه من شتى أنواعها وألوانها ،
أكل الصغار حتى شبعوا وشربوا من المياه العذبة التي كانت قد أحضرتها لهم أيضا.
ومرت العديد من السنوات ، كان فيها الملك الوالد قد حاول التقرب من أصدقائه الصدوقين ليجد فيهم العزاء والسلوان ،
ولكن كيف وأبنائه الثلاثة قد فقدهم دفعة واحدة دون سابق إنذار؟!
وكان الأطفال كبروا ولم يعودوا أطفالا ، كان الأمير الأكبر قد بلغ سن السادسة عشر من عمره ،
وأخوه الأمير الأصغر منه بلغ الرابعة عشر من عمره ،
أما عن الأميرة فكانت قد بلغت سن الثانية عشر وكانت أيقونة في الجمال على الرغم من صغر سنها.
إقرأ أيضا: رواية أطفال الغابة الجزء الثالث
كانت الغزالة تتحدث إليهم وكأنهم أبنائها ، رأت الغزالة ضرورة رجوعهم والعيش وسط أناس مثلهم ،
رأت ضرورة رحيلهم عن الغابة التي لم تعد مكانا ملائما لهم.
أصرت الغزالة على طلبها منهم ، لم يكونوا راضين ولا مقتنعين بكلامها ، ولكنها ألحت كثيرا ،
أوصتهم بأن يعيشون بالمنزل المقابل للقصر الملكي حيث أن ملكه طيب القلب ولا يمكن لأحد من رعاياه أن يجور على آخر في ملكته ،
وأنها بالتالي ستكون مطمئنة عليهم بجواره.
وبالفعل تمكنوا من شراء القصر المقابل للقصر الملكي ، وقد اشتروه بمبلغ طائل للغاية ،
وكيف لا وهم يمتلكون كيسا لا يفنى بداخله المال أبدا.
كان الإخوة الثلاثة ينظرون من نافذة القصر عندما رأتهم عمتهم الشريرة والتي تيقنت تماما أنهم أبناء أخيها الذين حاولت التخلص منهم ،
ولكنهم نجوا من شرها وفشلت خطتها.
لم تيأس ولم تستاء حالتها بل وضعت خطة شريرة جديدة ، وأرادت بهذه المرة التخلص منهم كليا ،
أرادت أن تنهي حياتهم وتضع لهم نهاية مأساوية.
تريثت حتى خرج الأميران ومكثت الفتاة الصغيرة لحالها بالقصر ،
ذهبت إليها وتحايلت عليها في النهاية هي أيضا ملكة لكونها أخت للملك ،
أخبرتها العمة الشريرة بأنهم بكل يوم يقيمون بالقصر الملكي الحفلات من المساء وحتى الصباح ،
وأنها ستفصح لها عن سر يجعلها الأجمل دوما في أعين كل من يراها على الدوام.
حرضتها على جعل أخويها يذهبان لغابة تسمى بالغابة المسحورة حيث هناك تكون مياه الحياة والتي تجعل الأنثى أيقونة في الجمال ،
ورائعة ولا يوجد لها مثيل على الإطلاق.
أعجبت الفتاة الصغيرة بالفكرة وأرادتها بشدة ورغبت في أن تكون على الدوام متألقة وغاية في الروعة والجمال.
وبعدما تأكدت العمة الشريرة من إقناعها للفتاة الصغيرة. عادت للقصر الملكي ،
ولكنها كانت تترقب الأحداث من نافذتها لتتأكد من سير خطتها وفقا لما أرادت ورغبت به.
يتبع ..