روى إبن عساكر في تاريخه عن بعض أصحاب الشبلي أنه رآه في النوم بعد موته فقال له : ما فعل الله بك؟
فقال: أوقفني بين يديه وقال : يا أبا بكر أتدري بماذا غفرت لك؟
فقلتُ : بصالح عملي. فقال : لا.
فقلت : بإخلاصي في عبوديتي. قال : لا.
فقلت : بحجّي وصومي وصلاتي. قال : لم أغفر لك بذلك.
فقلتُ : بهجرتي إلى الصالحين ، وإدامة أسفاري في طلب العلوم. فقال : لا.
فقلت : يا رب هذه المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري ، وظني أنك بها تعفو عني وترحمني.
فقال : كل هذه لم أغفر لك بها.
فقلت : إلهي فبماذا؟
قال : أتذكرُ حين كنت تمشي في دروب بغداد ، فوجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد ،
وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج ، فأخذتها رحمة لها فأدخلتها في فرو كان عليك وقاية لها من ألم البرد؟
فقلت : نعم.
قال : برحمتك لتلك الهرة رحمتُك.
حياة الحيوان الكبرى للدميري (2 / 522).