زوجتي الثانية
أصبح عمري حوالي 40 سنة ولم أتزوج بعد ، لا أعلم كيف مضت كل هذه السنين بسرعة ولم اكون أسرة بعد كباقي أصدقائي ، رغم إلحاح والدي علي كثيرا.
أعترف أن الدنيا أخذتني عن فعل الصواب ، في الأول كانت دراستي هي أحد أولوياتي ،
ثم عملي الذي أردت أن اطوره ، ولكن اكتشفت أن تطوير الأعمال ليس لها حدود ،
وستأخذ من عمري المتبقي هذا لو أردت أن اتابع نفس التفكير.
لذا النتيجة من كل عمري السابق لم يكن لي حظ أن أتعرف على الفتيات ، أو أحب بصدق واحدة منهن ، لأفكر بجدية الإرتباط بها.
وبما أن الوقت تأخر على فعل ذلك طلبت أخيرا من والدتي أن تجد لي فتاة جميلة ذات خلق ودين.
فكم فرحت والدتي بقراري هذا الذي تأجل لسنين.
وبالفعل لم يمضي أسبوع حتى كانت الفتاة المختارة أمامي.
لا أعلم كيف ومتى؟! إلا أنني وجدتها في منزلنا لتخبرني أمي عند دخولي مباشرة أن أتقدم واسلم على بنت فلان وفلانة ،
وأكيد اللذان لم أسمع عنهما في حياتي.
ولكن الغريب أن الفتاة فعلا جميلة وهادئة ومتزنة ، فاعجبت بها على الفور.
وبعد ذلك تعرفت عليها عن قرب بعد أن قمنا بعدة لقاءات ،
هناك اعترفت لي ميساء أن والدتي لم تخبرها عن مخططها بالزواج بإبنها.
بل قامت بالإحتيال عليها بما أن والدتها صديقتها.
طلبت منها أن تصاحبها إلى منزلنا بحجة أنه أصابها دوار ، وتخاف أن يحدث لها أمرا في الطريق.
وكم ضحكت على بديهة والدتي وكم هي مقنعة في التمثيل ، ولكن تمثيلها باء بالنجاح فعلا.
فكلا من طرفينا شعر بإنجذاب نحو الاخر.
وكأن قلبينا كانا ينتظران بعضهما البعض حتى ينبضا بدقات غير مألوفة لكلينا.
إقرأ أيضا: يا مقصوفة الرقبة
بعدها في فترة الخطوبة تعلقت بميساء أكثر وأصبحت أغار عليها من كل ما يحيط بها حتى صديقاتها المقربين.
ومن بينهن احدى صديقاتها كانت متعلقة بها كثيرا ، وشعرت أنها تفضلها عني.
ولاحظت ذلك كلما اهاتفها أجد الإتصال معلقا ، وعندما أسألها تخبرني أنها كانت تحدث صديقتها كوثر.
حتى الماسنجر عندما أرسل إليها رسالة تجيبني عليها حتى يمر بعض الوقت ،
وكالعادة السبب هو صديقتها التي يتبادلان الرسائل ليحلا مشكلة ما.
غير الإحتجاجات المتكررة عند طلبي الخروج معها بدافع أنها لها موعد سابق للخروج مع صديقتها.
كنت أستاء من الأمر هذا كثيرا ولكن صبرت نفسي أن كل هذا سيزول بعد زواجنا ، ولكن ليته كان.
فبعد زواجنا استاءت الأوضاع كثيرا ما بيني وبين ميساء ، كان سببها صديقتها كوثر التي أدخلتها في تفاصيل حياتنا وأصبحت ما بين الحين والحين أجدها في منزلي.
حدثت ميساء أن الأمر زاد عن حده ، فهي لاتنتبه على احتياجات زوجها ،
وحذرتها إن لم تنتبه على بيتها ومسؤولياتها ستخسر اهتمامي بها ، الذي لم تعره أي شيء.
لأنني إعتقدت أن ميساء تحس بالوحدة ، لذا هي متعلقة بصديقتها لهذا الحد.
ولكن كل ما أبذله من جهد لكي أرضيها يبوء بالفشل.
وبعد مرور سنة تقريبا وجدت نفسي قد تعودت أنا أيضا على وجود كوثر ما بيننا.
أصبحت أتطقس عن أخبارها وتتبع تفاصيل حياتها ،
التي اعتادت زوجتي أن تحكيها لي كلما عدت من العمل وأنا اشرب قهوتي ،
أو على طاولة العشاء وحتى على خلوتي بها.
تحدثني عن ما تفعله كوثر ما الذي يزعجها ، ما مشكلاتها ، آخر من خطبها.
كنت في الأول أنزعج من ترديد زوجتي ما يحدث لصديقتها ، أما مؤخرا عدت أصغي لكل ما يخصها باهتمام بالغ.
إقرأ أيضا: أخبرني صديقي أنه يود تطليق زوجته
حتى وصل بي الأمر كلما علمت أنها ستستضيفها عندها ، أحس بالفرحة كطفل صغير ينتظر هديته من أحد أقربائه.
فأقوم بتجهيز نفسي ، ألبس أحسن الثياب وأتعطر وأنتظرها بفارغ الصبر حتى تراها عيوني فأبتهج من داخلي.
ومع الوقت أصبحت أشعر أنني أحبها لدرجة لم أعد اطيق الإنتظار حتى أراها ،
كما لاحظت أنني لم أعد أطلب الإهتمام من زوجتي.
حتى أصبح تفكيري كله مع كوثر وأتخيل أشياء كأنها تكون زوجتي ، وعندما ذقت ذرعا مما أمر به قررت أن أطلبها للزواج.
وبالفعل أخذت رقم هاتفها بسهولة من هاتف زوجتي ودعوتها للغذاء بهدف أن تساعدني في أمر ملح يخص صديقتها التي هي زوجتي.
طالبا منها أن يكون الأمر سريا.
ومجرد أن قابلتها وبدون أي مقدمات صارحتها أن أمرها يهمني ، وهناك شيء بداخلي يطلبها بإلحاح.
تفاجأت كوثر في بداية حديثي وعن صراحتي المفرطة معها ،
ولكن بالنهاية إعترفت لي أنها كانت تحس بكل ما ذكرته لها ، وذلك من نظراتي الواضحة الموجهة اليها كلما قابلتها.
وبعدها لم يطل الأمر ، وأقنعتها بالزواج وعن ميساء بما أنها صديقتها ستتقبل الوضع مع مرور الوقت.
وسيتصالحان ويرضين بالقسمة والنصيب.
وفعلا مع مرور عدة أشهر شعرت ميساء بخطب ما نحوي ، ولاحظت كثرة غيابي وانشغالي الدائم عنها.
حتى جاءها الأمر اليقين بزواجي عليها وصعقت بأن أعز ما تحبه في حياتها هي من كانت زوجتي الثانية ، واعتبرتنا خائنين لها.
حينها أعلمتها أنه ليس لديها الحق في عتابي أو عتابها ، فهي من جعلتنا أن نتقرب لهذا الحد ما بينها.
وهي نفسها ما جعلتني أحب صديقتها رغما عني بعد تكرار تحذيري لها أن كل هذا سيعود علينا بالسوء.
والأن هي خسرت كل شيء ، أصبحت مطلقة ولا احد يسأل عنها من صحباتها.
حتى من صديقتها المفضلة التي إحتوتني بإهتمامها الذي كنت افتقده من زوجتي الأولى.