زوجتي الغالية تكره الحشرات والحيوانات بأكملها
ولكم ارتفعت صرختها المدوية في أرجاء الحي كله لرؤيتها صرصارا أو لأن قطة جارنا اقتحمت منزلنا
كنت كلما تشاجرنا وخاصمتني أجد من الصراصير أو قطة الجيران التي أكتريها من ابنهم المشاغب حجة لتركض إلى احضاني.
وكان الأمر ينجح في كل مرة ههههه
ترجتني كثيرا أن أقوم بتاجيل سفري، لأن الحمل يتعبها، ولأنها تحس بانقباضة في صدرها، رغم إلحاحها الشديد سافرت.
في الحقيقة لم تكن الرحلة بتلك القيمة المهمة لكنني أردت اللهو خصوصا أن تلك السكرتيرة الحسناء الفاتنة ستذهب معنا.
عدت بعد أسبوع، لم تكلمني فيه سوى مرة واحدة لتطمئن على وصولي سالما.
أعلم انها غاضبة مني، لكن لا بأس بعض الحشرات ستحل الأمر.
إلا انني صدمت بمعرفة إجهاضها، وأننا خسرنا أول مولود ، كنا سنرزق به.
حزنت جدا وأحسست بتأنيب الضمير، ظننتها ستخاصمني للأبد، لكنها لم تلمني حتى،
لم تقل شيئا، ولا حتى كلمة واحدة، ظلت تتصرف بعفوية.
حين أنزلت سكرتيرة الشركة، صورا لنا، في نزهة سوية، ظننت أن الحرب ستقام،
لكنها أخبرتني أنني أبدو وسيما في الصور.
إقرأ أيضا: بعد الفراق التقيا
أما اليوم فقد كان مختلفا جدا، ونحن نتناول الطعام، مر صرصور بجوارنا،
ركضت إلى النافذة لأغلقها قبل أن تبدأ بالصراخ وجمع الجيران حولنا
لكنني وقفت مصدوما في مكاني.
زوجتي تطارد الصرصور بفردة حذاء وتقتله.
لم تكتفي بذلك بل حملته وقامت برميه ثم اغتسلت وعادت لتكمل طعامها
في الغد حين عدت من العمل كانت قطة الجيران تصول وتجول في البيت على مرأى من حبيبتي دون أي رد فعل.
الآن فهمت أن زوجتي انطفأت
وأن المرأة التي تمسكت بيدي مترجية ألا أسافر
قد اختفت منذ الليلة التي وقعت بها ولم تجدني بجانبها لأسعفها فكان ابننا هو القربان.
الآن عرفت أنني لو أحضرت أسدا إلى البيت لن تركض لحضني لتحتمي بي بل ستتجاهله أو تركض خلفه بحذاء،
لا أستغرب حتى إن قامت برميه بالرصاص.
فقدت حقي بإسنادها منذ اللحظة التي احتاجتني حقا فلم تجدني لأني كنت أتودد لأخرى
هي انطفأت
وأنا اشتعلت ندما وحسرة
وكلانا خسرنا.