سألت إمرأة شقراء زوجها ذات ليلة
لو خيروك بيني وبين جوهرة لها لون آخر ماذا ستختار؟
تقصد إمرأة تملكُ لون شعر غير شعرها.
فأجاب مازحا :
من نظر إلى الياقوت الأصفر اللامع صُبحاً ومساء ، فحتماً ستزيغُ عيناهُ لألوانٍ أخرى.
شعرَتْ بالحزن من كلامه ، فبَكَتْ كالمعتاد ، ثم قالت في قرارة نفسها ، سأجعلكَ تشتاق إلي.
عاد في مساء اليوم التالي ، ووجدَ أنَّ شعرها أصبح بني فاتح اللون ، فأُصيبَ بصدمة عارمة ،
كونَ شكلها ولأول مرة قد تبدَّل بشكل كلي ، فقال لها :
لونٌ جميل ، لكن ما بكِ عابسة هكذا ؟! ، فأنا لم أعتَد عند عودتي إلاّ أن أرى إبتسامتك تأخذ عرضَ وجهك.
فقالت له وهي تحاول أنْ تخفي إبتسامتها :
أثبَتَتْ الدراسات الحديثة أنَّ صاحبات الشعر البني ،
مزاجُهُنَّ يميل إلى الإنزعاج دوماً والعبوس لا يُفارق وجْوهَهُنَّ حتى لو لم يكن هناك ما يدعو إلى الإنزعاج.
كادت جفونه أن تتمزّق مما سمع ، وشفتَّه السفلى كادت أن تُلامس الأرض ، فانعَقَد لسانه ، وذهب إلى النوم.
مضَتْ ثلاثة أشهر لم يرَ إبتسامتها يوما.
وذات ليلة عاد من العمل ، وكان شعرها أسود قاتم ، فرأى كأنها إمرأة مختلفة عن المرأة التي قبلها ،
لكنه شعر براحة عندما رأى إبتسامتها ، وما إن ألقى تحية المساء عليها حتى قالت بابتسامة عريضة :
عزيزي أودُّ الذهاب غداً لشراء خاتم ذهب هدية لأمي بعيد ميلادها ، وبنفس الوقت أريد أن أشتري خاتماً لي.
إقرأ أيضا: في تلك الليلة الباردة خرجت من المنزل
نظر لها والصدمة تعلو وجهه :
لكنكِ لا تُحبين صرف النقود على الذهب أو حتى الهدايا غالية الثمن ، غيرَ أنكِ لا تشترينَ قطعة ثياب لكِ إلا كل سنة.
فردَّت بابتسامة عريضة :
عزيزي ألا تعرف أنَّ الدراسات العلمية الحديثة قد أثبَتَتْ أنَّ النساء اللواتي شعرهُنَّ أسود ،
يعشَقْنَ صرف النقود حتى على أشياء لا قيمة لها.
أدار وجهه واتجه إلى النوم بدون أن ينطق بكلمة.
مضى شهران ، طلبَت بشكل شبه يومي نقوداً ، كي تشتري كل ما يحلو لها ، بدءاً من الأشياء التي تتعلق بها ،
إنتهاءاً بأثاث منزلها ، وإن أخطأ ورفض إعطاءها النقود كانت تمضي بضعة أيام عابسة الوجه.
وذات ليلة حالفه الحظ وعاد من العمل قبل أن تصبغ شعرها للون آخر وتضيف صفة جديدة لا يحبها ، وما إن رآها حتى هرول لها قائلا :
عزيزتي ، أرجوكِ عودي كما كنتِ لقد اشتقتُ للمعانكِ وأعدكِ ألا أتضايق عندما تبكين من كل كلمة أقولها لكِ.