سأل الطلاب شيخهم المفسر العلامة محمد الطاهر بن عاشور المتوفى سنة 1393هـ رحمه الله تعالى :
ما الفرق بين قوله تعالى : ﴿يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبىٰ الله إلا أن يتم نوره﴾ [التوبة: 32 ]
وقوله جل جلاله : ﴿يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره﴾ الصف: 8؟
فقال رحمه الله تعالى : الفرق بين الآيتين أن آية التوبة في الكفار ، وآية الصف في المنافقين.
فالكفار يحاربون الإسلام صراحةً
﴿يريدون أن يطفؤوا نور الله﴾
﴿ويأبىٰ الله إلا أن يتم نوره﴾
وأما المنافقون فحربهم غير مباشرة ؛ فهم يعملون مشاريع وخُططاً وأساليب ﴿ليطفؤوا نور الله﴾ ﴿والله متم نوره﴾
فلما كانت إرادة الكفار صريحة قوبلوا بإرادةٍ صريحةٍ ﴿ويأبىٰ الله﴾ .
وأما المنافقون فلما كان قصدهم بمشاريعهم وخططهم إنقاصَ الدين ، قوبلوا بنقيض قصدهم ﴿والله مُتمُّ نوره﴾.
وفي هذا بشارة لأهل الإسلام بالإنتصار الدائم على أعداء الدين ، سواءً كانوا ظاهرين أو مندسِّين.