شربت من كؤوس إناث بما يعادل شعر رأسي
شربت من كؤوس إناث بما يعادل شعر رأسي حتى أردت الشبع فتركتهن جميعًا وفوضت أهلي باختيار من تشعرني بقيمة الإرتواء!
رشحت لي أمي إمرأة وبعدما استقبلنا والدها خير استقبال وضايفنا بأسمى صفات الكرم ووافقَ بي ،
وقف الوفاقُ على موافقتها ، فطلبت منه بأن أجلس معها في رؤية شرعية ، وجلسنا فوافقت ؛
ولكني بعدَ تفكيرٍ ، نَفْسي لم تقبل بولو شُربة ماءٍ واحدة من يداها!
فرشَّح لي أبي إبنة زميلهُ في العمل ، وكان رجُلاً صالحًا في عيني من حُسن حديثهُ عليه فتوكلتُ على الله وذهبنا.
رحَّبَ بأبي خير ترحاب وعاملنا كالأحباب فلم يُخاطبني طوال الزيارة إلَّا بإبني حتَّى تأكدتُ بأنَّهُ صالحًا عن حق ؛
فأشرت لأبي بأن يتوكل على اللّٰه ويتحدَّث ، فوافقَ بي هو الآخر ليس لأجلي وإنما لأجل أبي هذه المرة.
ولكنهُ وقَّفَ الوفاقُ عليها كما الآخر ، فطلبت منهُ بأن يُجلسنا في رؤية وجلسنا فقبلت نَفْسي الإرتواءُ من كأسها ولم تقبل نَفْسُها بأن ترويني دونَ تفكيرٍ حتَّى ؛
مُحطمة رقمًا قياسيًا عالميًا بأسرع نهاية لبداية!
فرجعتُ للبحث في كؤسَ نسائي ثانيةً لأُبرهِنَ لها بأنِّي لست بقليلٍ ، وأنا عاقد النيَّة على أن أدعوها هى وأبيها لخُطبتي!
رجعتُ لتلك التي لطالما ملئتني ولطالما كذبتُ نفسي في فكرة الشبع منها!
قُلتُ لها بأنِّي تقدمتُ لأمرأتان فلم أُعجب بالأولى ولم تُعجب بيَّ الثانية ، فقالت تركت الأولى لقدرها وتركتك الثانية لقدرك ،
فلا تحزن ؛ الزواج رزق لن يُخالفك اللّٰهُ فيهِ حتى وإن خالفتهُ في فريضتهُ ،
وظلَّت تواسي فيني مُتناسية بأنَّ فكرة التفكير بأُخرى غيرها خيانة لمشاعرها الَّتي تكوَّنت من تلميحاتي المقصودة بأنِّي أُحبُّها!
إقرأ أيضا: تقول لازلت أذكر السنة الماضية حين هددت إخوتي
أحببتها أو بالأُحرى أُعجبتُ بسلامة قلبها تجاهي ، وأظن بأنَّ ذاك الأعجاب هذا ، تكوَّنَ حينما سألتها أغاضبةً مني؟!
فقالت بلى ولكنك رجعتُ مثلما تمنيت ، فقررتُ بأن أعفو وأُعطيك فرصةً أُخرى.
فقُلتُ لها سأستغلها وقدّ كان ؛ أخذتُ ميعادًا من والدها ، وبفضلٍ من اللّٰه خُطبنا.
وكأنما قدّ حُيّزت ليَّ الدُّنيا بأبسط ما في تفاصيلها.
وجدتُ بأنَّها متدينة في الحياة الواقعية أكثر من الإفتراضية ، وحينما توقفتُ عند هذهِ النقطة وسألتُ لما ،
قالت لي زلَّة تفاجأتُ بها عندما تركتني وذهبت لغيري ولن تتكرر ، مع أنِّي قبلتُ الحديث معكَ لأني أُحبك وليس لأني غير متدينة ،
وأنَّها مُطيعة فيما لا يُغضب اللّٰه ولطيفة في رفض الأشياء حتى لا تخدش كبريائي ،
وأنها نظيفة في أعمال المنزل وجيدة في أعمال الطبخ ، وأنَّها مقبولة الملامح من قِبَل عيني ،
وأنَّها ناضجة تُضيفُ لمن تتواجد معهُ لا تمر كالعدم!
فتزوجنا وهُنا كانت الصاعقة!
وجدتُ بأنَّها عاقِر ، وأنِّي لا أتقبل الزواجَ دونَ خِلفة ، ولكني لم أستطع أن أخذل ثقتها بي ،
فوقفتُ بجانبها خمس سنينٍ على أملٍ بأنَّها ستحمل ذاتَ يومٍ حتَّى يأستُ منها وبدأتُ بالتفكير في الزواج من غيرها مثلما كانت تقول لي دائمًا.
ولكن كانت هُناك مشكلة دائمة أواجهها مع كُل من أتقدم لهُم!
أنِّي متزوج.
فقررت الإنفصال عنها ولكني لم أستطع بأن أجرحها فبدأتُ أن أُعاملها بطريقة لا تليقُ بها ،
حتَّى شعرت بما في داخلي وانتدبت والدينا بالصلاح بيننا.
إقرأ أيضا: الحب وحده لا يكفي
فجاؤوا ، ولم يوفقني اللّٰه في حديثِي معهم ، وخاصةً هي ، فبكت وبكى أبيها وأبي ، فانهارت في البُكاء ،
فضمها أبيها وصفعني أبي ، فدخلت في حالة إغماء من فرط حُبها لي ، فأفقوها وحلفَ لها أبي بأنَّ اللّٰه سيُعوضها وأنَّهُ سيرزقها بالخلفة عاجلاً غير أجلاً ،
وحلفَ لي أبيها بأنِّي لو آخر رجال الكون لن ترُد لي ثانيةً.
وقدّ كان ، تحقق قسم أبيها وتزوجت في أقل من عام ، وتحقق قسم أبي وأنجبت قبل أن يمُر الآخر!
وأنا ظللتُ كما أنا ، أبحثُ بكُلَّ ما في وسعي ولم أجد من يملئني بقدرها حتَّى مررتُ بحالة إكتئاب نفسي وحينما حكوتُ قصتي لشيخي ،
تركَ حنيني وإشتياقي وتركَ ندمي وحُزني وتمسَّكَ بقسم أبيها وأبي!
وقال لي تلكَ المُطلقة التي لا تستطيع الخلف ، تزوجت في أقل من عام وأنجبت في أقل من الآخر ؛
معجزة حدثت بفضل إطلاق قسمين من قلبين ما بينهم وما بين اللّٰه عامر لأجل إمرأة لم تستحقها يومًا حتَّى وهي زوجتك!
فصدقت يا حبيبي يا رسول الله.
“رُبَّ أَشْعَثَ أغبرَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أَقسم على اللّٰه لَأَبَرَّهُ”.