شهيد يمشي على رجليه !!
شهيد يمشي على رجليه !!
دفاعاً عن الرسول صل الله عليه وسلم
هناك في الصحراء الحارقة يركض أبا بكر الصديق رضي الله عنه كما لما يركض من قبل
متجها إلى جبل أحد وهو يرى صديق عمره ورفيق دربه مخضبا في دمائه وقد حاصره الكفار من كل جانب ..
هناك كان النبي صل الله عليه وسلم في موقف من أصعب مواقف حياته ..
مصاب وجروحه تقطر دماً ومحاطٌ بالكفار وليس معه إلا تسعة من الصحابة استشهد منهم سبعة في محاولة الدفاع عنه
وبينما أبا بكر يركض مسرعا لينقذ صديقه إذ به يرى رجلا يتحرك كالشبح
ويقاتل كالأسد دفاعاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أمام مجموعة من فرسان قريش
يتصدى بجسده لرماحهم وسهامهم مكان رسول الله صل الله عليه وسلم
فقال أبا بكر في نفسه :
( كن طلحة فداك أبي وأمي .. كن طلحة فداك أبي وأمي )
وصدق الصديق في ظنه إنه هو طلحة يقاتل الكفار دفاعا عن رسول الله صل الله عليه وسلم
كان طلحة يقاتل بسيفه وجسده مليء بالجروح وتسيل الدماء من أغلب جسده
وبينما هو مشغول بالدفاع عن حبيبه يلمح طلحة سهما متجها إلى رسول الله مباشرة فيسرع باتجاه النبي
ويمد يده أمام جسد النبي الطاهر ليفتدي بيده جسد النبي صل الله عليه وسلم .. لتشل يده فيما بعد
وبينما هو يدافع عن حبيبنا قطعت أصابعه فقال : حس !!
فقال له النبي صل الله عليه وسلم :
لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون
وعندما أقبل أبا بكر الصديق ومعه أبو عبيدة بن الجراح قال لهما النبي صل الله عليه وسلم بحنان وبشفقة على صاحبه :
(( دونكما أخاكم فقد أوجب ))
وبعد انتهاء المعركة وجدوا فى جسد طلحة بضع وستون جرح ما بين ضربة بسيف او طعنة برمح او رمية بسهم !!
.
قال النبي صل الله عليه وسلم :
«من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله».