صديق عزيز لي موفق في عمله
صديق عزيز لي موفق في عمله قال لي من فترة : “هناك شيء غريب يحصل معي!
مشاريع أحيلت علي ومع ذلك لا يبدأ أصحابها بها أو لا يدفعون مستحقاتنا.
من أول رمضان لم يدخل علينا قرش واحد ، وعنده عدد من الموظفين.
ثم قال : جلست أتذكر في ماذا قصرت ، فلعله تنبيه من الله تعالى. فقلت : أصل رحِمي.
يقصد حديث النبي صل الله عليه وسلم : (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فلْيصل رحِمه) (البخاري)
قال : وبدأت أتَّصل بأقرباء لي لم أتصل بهم من زمن غفر الله لي.
مرت الأيام وكنت أطمئن عليه فيقول : لا زالت الأمور معقدة ، أحس وكأنني أمام ماء يريد أن ينبع لكن حجرا يسد طريقه.
إلتقيت به اليوم فقال لي : بعدما سألتَني آخر مرة ، بدأت أفكر إن كنت قصرت في أداء حق أحد ،
فتذكرت فلانا الذي طلبت منه أن يُصلح درج المسجد الذي نصلي به أنا وأنت الجمعة.
وكان صاحبي قد تكفَّل بتكاليف الإصلاح.
قال : كنتُ طلبتُ منه أن يمر علي ليأخذ حسابه وتأخر هو.
لكن كان علي أن أبادر وأتابعه ليأخذ حسابه.
إتصلت به قبل يومين ، جاءني ، وأعطيته حسابه.
بعد نصف ساعة جاءني إتصال بخصوص أحد المشاريع المتوقفة وتم تحويل مبلغ جيد لي بفضل الله.
ثم قال وهو يضحك : لقيت الشغلة حلوة فصرت أفكر في حق من قصرت أيضا.
دروس مستفادة من القصة :
أعرف أن جزاء العمل الصالح قد لا يأتي فورا ، وقد يمتد بلاء نقص الرزق لحِكَمٍ ربانية ، لكن مع ذلك في قصة صديقي دروس :
إذا إبتلاك الله تعالى بنقص الرزق أو تعقيد في أمورك ، فالجأ إليه سبحانه لا بالدعاء فقط ، ولا بالأخذ بالأسباب فقط ،
بل وفي تقواه سبحانه في حقوق الناس : (ومن يتَّق الله يجعل له من أمره يسراً).
إقرأ أيضا: لعلك الآن تقول في نفسك كيف سيرجع الله لي حقي؟!
بعض الناس إذا أبتلي بنقص الرزق أو تعقيد في أموره إتخذ ذلك مبرراً للتهاون في حقوق الناس ،
أو التغافل عن أوامر ربه سبحانه! يعني عمل عكس صاحبنا تماما!
وهذا الفرق بين من آمن بالله ووكَّلَ إليه أمره حقَّاً ومن آمن بلسانه بينما قلبه متعلق بالأسباب المادية معتمدٌ عليها!
فَرقٌ بين من إذا واجه ضائقة توجه إلى السماء حيث قلبه معلق بربه ، ومن إذا واجه ضائقة تعلق بما في جيوب الناس!
صاحبوا الصالحين ، فإني وإن كنت أعلم العبر المستفادة من قصة صديقي من قبل نظريا ، إلا أن رؤيتها واقعا تعمل في القلب عملها.