صفات المؤمنين التوبة
يضعف إيمان المسلم ويغلبه الهوى ، ويزين له الشيطان المعصية فيظلم نفسه ، ويقع فيما حرم الله والله لطيف بالعباد ،
ورحمته وسعت كل شيء ، فمن تاب بعد ظلمه فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم.
( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) المائدة:39.
والله عفو كريم ، أمر جميع المؤمنين بالتوبة النصوح ليفوزوا برحمة الله وجنته فقال :
( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) التحريم:8.
وباب التوبة مفتوح للعباد ، حتى تطلع الشمس من مغربها ، قال عليه الصلاة والسلام :
( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم.
والتوبة النصوح ليست كلمة تقال باللسان ، بل يشترط في قبول التوبة أن يقلع صاحبها عن الذنب فورا ويندم على ما فات ،
ويعزم على أن لا يعود إلى ما تاب منه ، وأن يرد المظالم أو الحقوق إن كانت لأهلها ،
وأن تكون التوبة قبل معاينة الموت ،
قال تعالى : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً –
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً ) النساء : 17 -18.
والله تواب رحيم يدعو أصحاب الذنوب إلى التوبة ليغفر لهم :
( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بِجَهَالَةٍ ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ) الأنعام:54.
إقرأ أيضا: صفات المؤمنين التأني
والله رؤوف بالعباد يحب التائبين ، ويقبل توبتهم كما قال سبحانه :
( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) الشورى:25.
وقال سبحانه : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) البقرة:222.
والكافر إذا أسلم يبدل الله سيئاته حسنات ، ويغفر له ما سلف من ذنوب ، كما قال سبحانه :
( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) الأنفال:38.
والله غفور رحيم يحب التوبة من عباده ، ويأمرهم بها ليغفر لهم ،
وشياطين الإنس والجن يريدون أن يميلوا بالناس من الحق إلى الباطل كما قال سبحانه :
( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) النساء:27.
ورحمة الله وسعت كل شيء ، فإذا عظمت ذنوب العبد وأسرف على نفسه في المعاصي والآثام ، ثم تاب ، فإن الله يتوب عليه ،
ويغفر ذنوبه مهما بلغت كما قال سبحانه :
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر:53.
وقال عليه الصلاة والسلام : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ،
فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) رواه البخاري (1077) ومسلم (758).
والنفس ضعيفة ، إذا أذنب الإنسان فعليه بالتوبة والإستغفار كل حين فإن الله غفور رحيم وهو القائل :
( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) النساء:110.
والمسلم عُرضة للأخطاء والمعاصي ، فينبغي له الإكثار من التوبة والاستغفار ،
قال عليه الصلاة والسلام : ( والله إني لأستغفر الله ، وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري برقم 6307.
والله يحب من عبده التوبة ، ويقبلها ، بل يفرح بها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( لَلَّه أفرح بتوبة عبده من أحدكم ، سقط على بعيره , وقد أضله في أرض فلاة ) متفق عليه أخرجه البخاري.