صفات المؤمنين الصدق

صفات المؤمنين الصدق

️خلق من سلك دربه وصل ، ومن لزِمه نجى ، ومن عمل على إقامته أُجِر ، إنه سمةٌ من سمات المؤمنين ، وخُلُق من أخلاق المتقين ،

وصفةٌ من صفات أهل الصالحين ، حث عليه الإله جل شأنه ، ووعد من يتّصف به دار النعيم.

ذلكم هو الصدق ، منارة الحق ، وعنوان كل خير.

فما أحوجنا إلى الصدق في زمن كثر فيه الكذابون وقل فيه الصادقون ، انتشر فيه الكذب وقل فيه الصدق.

تعريفه ..

الصدق هو الخبر عن الشيء على ما هو به ، وهو نقيض الكذب.

الصدق مطلب أساس في حياة المؤمن ، وهو رأس الفضائل ، وعنوان الصلاح والفضل.

أثنى الله تعالى على مَن لزمه فصار له خُلقًا ، فقال سبحانه :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾ [الحديد: 19].

بالصدق يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان ، وسكان الجنان من أهل النيران.

وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه ، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه ،

من اعتمده سما قدره وعلت مكانته ، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته وظهرت حجته.

الصدق من صفات الله عز وجل

قال سبحانه : ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ﴾. ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾. ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾.

الصدق من صفات الأنبياء والرسل

﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾.

الرسول محمد صل الله عليه وسلم ، كان أصدق الناس وأبرهم وأكملهم علما وعملا وإيمانا ويقينا ،

كان معروفًا بالصدق في قومه ، وقد كان ذلك فيه بمثابة السّجيّة والطّبع فعرف بذلك حتّى قبل البعثة.

وكان لذلك يلقّب بالصّادق الأمين ، واشتهر بهذا وعرف به بين أقرانه.

إقرأ أيضا: صفات المؤمنين التوبة

وبعد البعثة المباركة كان تصديق الوحي له مدعاة لأن يطلق عليه أصحابه «الصّادق المصدوق»

الصدق من صفات المتقين

قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ

الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ

الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ.

﴿ وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾

الصحابة : ﴿ لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].

مجالات الصدق

الصدق مع الله : الصدق مع الله يقتضي من العبد أن يسعى جاهدا فيما يرضي ربه سبحانه ، من أعمال وأقوال وأحوال.

والصدق في الأحوال ، في النيات : وهذا يستلزم أن تكون بواعث الأعمال والأقوال كلها لله عز وجل ،

وأن يكون ظاهر العبد معبرا عن باطنه.

الصدق في الأقوال : الصدق في القول يستوجب على المسلم أن يحفظ لسانه فلا يتكلم إلا بصدق ولا ينطق إلا بحق ،

فأحسن الكلام ما صدق فيه قائله ، وانتفع به سامعه.

الصدق في الأعمال : الصدق في الأعمال لا يتحقق إلا بثمن ، ولا يصير خُلُقًا إلا بتضحية ومجاهدة طويلة وشاقة ،

إنه خُلُق لا يتحمله إلا المخلص المتجرد لله تعالى ، الذي يُضَحّي في سبيل ذلك بكل حظوظ النفس ومُتَع الحياة.

إقرأ أيضا: في سورة الجن شرح الله سبحانه وتعالى لنا قصة إسلام الجان

فوائد الصدق ..

الصادق خير الناس.

إجابة الدعاء ، وإدراك الأجر الكثير من الله تعالى وإن عجز العبد عن العمل الذي نواه بصدق.

حصول البركة في البيع والشراء.

طمأنينة القلب والنفس.

الرقي إلى منازل الأخيار والأبرار والصديقين.

رضوان الله.

الجنة.

إخوتي الكرام ؛ عليكم بالصدق فإن الصدق طريق إلى كل خير ، طريق إلى الفوز والفلاح ،

طريق إلى الأمن والمحبة والاستقرار والنماء ، وطريق إلى السعادة في الدارين.

فاللهم اجعلنا من الصادقين ، واحشرنا في زمرة الصديقين ، وارزق قلوبنا وألسنتنا الصدق في القول والعمل.

Exit mobile version