طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الإبتدائية أن يكتبوا موضوعا يطلبون فيه ما يتمنون.
وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ ، فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء.
وصادف ذلك دخول زوجها البيت ، فسألها: ما الذي يبكيكِي؟
فقالت: موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ.
فسألها: وماذا كتب؟
فقالت له: خذ إقرأ موضوعه بنفسك!
فأخذ يقرأ:
طلباً خاصاً جداً
وهو أكون هاتفا !
فأنا أريد أن أحل محله! أريد أن أحتل مكاناً خاصاً في البيت!
فتتحلَّق أسرتي حولي!
وأصبح مركز اهتمامهم ، فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة ،
أريد أن أحظ بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل.
أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل ، حتى وهو مرهق ، وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة ،
وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي.
أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي!
وأخيراً وليس آخراً ،
أريد أن أقدر على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً.
لا أطلب الكثير أريد فقط أن أعيش
مثل أي هاتف.
إنتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال: إنه فعلاً طفل مسكين ، ما أسوأ أبويه!
فبكت المعلمة مرة أخرى وقالت: إنه الموضوع الذي كتبه ولدنا.
وتذكرت حينها قصة ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل التلفاز بيته ،
ولما سُئل عن السبب قال: لأن التلفاز يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته ، وينغص علينا حياتنا.
هذه دعوة لك عزيزي الأب ، عزيزتي الأم
لقضاء بعض الوقت مع أولادكم ،
فهم أحق من التلفاز والهاتف بهذا الوقت.