عاد الزوج من عمله فوجد أطفاله الثلاثة أمام البيت يلعبون في الطين بملابس النوم التي لم يبدلوها منذ الصباح ،
وفي الباحة الخلفية تبعثرت صناديق الطعام وأوراق التغليف على الأرض.
وكان الباب الأمامي للبيت مفتوحا ، أما داخل البيت فقد كان يعج بالفوضى.
فقد وجد المصباح مكسورا والسجادة الصغيرة مكومة إلى الحائط وصوت التلفاز مرتفعا ،
وكانت اللعّب مبعثرة والملابس متناثرة في أرجاء غرفة المعيشة وفي المطبخ كان الحوض ممتلئا عن آخره بِالأطباق ،
وطعام الإفطار ما يزال على المائدة وكان باب الثلاجه مفتوحاً على مصراعيه.
صعد الرجل السلم مسرعاً وتخطى اللعب وأكوام الملابس باحثاً عن زوجته ، كان القلق يعتريه خشية أن يكون أصابها مكروه.
فُوجئ في طريقه ببقعة مياه أمام باب الحمام فألقى نظرة في الداخل ليجد المناشف مبللة ،
والصابون تكسوه الرغاوي وتبعثرت مناديل الحمام على الأرض بينما كانت المرآة ملطخة بمعجون الأسنان.
اندفع الرجل إلى غرفة النوم فوجد زوجته مستلقية على سريرها تقرأ رواية ،
نظرت إليه الزوجة وسألته بابتسامة عذبة عن يومه فنظر إليها في دهشة وسألها : ما الذي حدث اليوم.
ابتسمت الزوجة مرة أخُرى وقالت : كل يوم عندما تعود من العمل تسألني باستنكار ما الشيء المهم الذي تفعلينه طوال اليوم ،
أليس كذلك يا عزيزي.
فقال : بلى.
فقالت الزوجة : حسنا أنا لم أفعل اليوم ما أفعله كل يوم!
إقرأ أيضا: قالت الداعية السعودية رقية محمد المحارب في محاضرة لها في مكة
العبرة ..
من المهم جداً أن يدرك كل إنسان إلى أي مدى يتفانى الآخرون في أعمالهم وكم يبذلون من جهد لتبقى الحياة متوازنة ،
وعلينا التقدير ولا ننتظر حتى نفقد من نحب لنعلم مدى حبهم وتضحيتهم من أجلنا.