عاش أحد البدو مع أمه المسنة في الصحراء وكان هذا البدوي كعادة جميع البدو يتنقل من مكان لآخر وكانت أمه تعاني مثل باقي كبار السن ،
من أمراض الشيخوخة وأصبحت الأم تنسى بكثرة أحداث وأشياء بالغة الأهمية، وأصبحت الأم لا تريد من إبنها أن يخرج.
وفي يوم من الأيام أتى أصدقاء الإبن يريدون أن يخرجوا ويسافروا معه ،
فقال الإبن لزوجته إتركي أمي هنا وضعي لها الطعام والماء كم أتمنى أن تموت واستعدي لأننا سنرحل ونتركها هنا.
لبت الزوجة طلب زوجها وتركت طعاما وماء عند والدة زوجها ، وتركت معها أيضا ولدها الصغير ،
ورحل الرجل وزوجته ولما وصل الزوج وزوجته لبقعة مناسبة للإقامة ،
وبعد أن إرتاح الزوج طلب الزوجة من زوجته أن تعطيه ولدهما الصغير الذي يبلغ من العمر عاما واحدا.
قالت له الزوجة إن الطفل عند أمه ، أصيب الرجل بالهلع وقال لها كيف تركتي إبني مع أمي؟
قالت الزوجة لزوجها وبكل هدوء تركته عند أمك لأنه لما سيكبر سيتركك في الصحراء كما فعلت مع والدتك.
صعق الزوج بكلام زوجته وأسرع وقفز على ظهر حصانه لكي ينقذ والدته وإبنه من الذئاب والسباع ،
ولما وصل الرجل لمكان أمه وولده ، وجد أمه تصارع الذئاب كي تحمي إبنه وتقول اتركوني واتركوا ولدي الصغير ولا تؤذوه.
فقفز الرجل وأنقذ أمه وولده من أنياب الذئاب ، وحمل أمه وولده وقبل يدي وقدمي أمه وهو يبكي بحرقة على ما فعل ورجع بأمه وولده لقبيلته.
ومن ذلك اليوم صار أبر الرجال بأمه ، وكانت عيناه لا تفارق أمه ، فأصبح يطمئن عليها في كل لحظة ،
وشكر الرجل زوجته التي أصلحت حاله الأعوج وذكرته بقيمة أمه وجزاء الإحسان إليها ،
فصلة الإنسان بأمه لا تنقطع بانقطاع الحبل السري ، وإنما تستمر طوال حياة الإنسان.