عاش رسام عجوز في قرية صغيرة
عاش رسام عجوز في قرية صغيرة ، وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد.
في يوم من الأيام أتاه فقيرًا من القرية ، وقال له : أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك.
لماذا لا تساعد الفقراء في القرية انظر لقصّاب القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ،
ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء.
ردّ عليه الرسام العجوز : أنا لا أملك مالًا لأساعد به أحدًا.
خرج الفقير منزعجًا من عند الرسّام وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ولكنّه بخيل ، فنقموا عليه أهل القرية.
بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ومات وحيدًا.
مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ القصّاب لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا ، وعندما سألوه عن السبب :
قال : بأنّ الرسّام العجوز كان يعطيه كل شهر مبلغ ليرسل لحمًا للفقراء ، والآن وقد مات توقّف ذلك.
العبرة ..
قد يسيء بعض الناس بك الظن ، وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام ، ولن ينفعك هؤلاء ، ولن يضرك أولئك ،
المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
لذلك لا تحكم على أحد من ظاهر ما تراه منه ، فقد يكون في حياته أمورًا أخرى لو علمتها لتغير حكمك عليه كليًا.
وعندما تتعرض لإساءة فلا تفكر في أقوى رد!
بل فكر في أحسن رد.
قال تعالى : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
الإبتعاد عن المشاكل لا يعني الضعف ، بل يعني أنت أكثر قُدرة على الاستمتاع بحياتك.
وعندما تصفح فأنت لا تغير الماضي ، بل تغير المستقبل.