عالوعد يا كمون مثل عربي مشهور وبالذات في العراق
عالوعد يا كمون مثل عربي مشهور وبالذات في العراق
وكمون إسم شخص وليس نوع من الأعشاب ،
وقصة هذا المثل.
كانت هناك قرية صغيرة ، يعيش فيها لقمان الحكيم في طرف ، وفي الطرف الآخر منها يعيش حكيم آخر يدعى كمون.
وفي يوم من الأيام ذهب كمون إلى لقمان الحكيم وقال : إسمع لا يجوز أن يكون في القرية الواحدة حكيمان ؛
فيجب على أحدنا أن يرحل ويبقى الأجدر ؛ فرد عليه لقمان الحكيم وما الحل برأيك ؟
فأجاب كمون سأتحداك أمام جمع من الناس ، وليصنع كل منًا سماً يسقيه للآخر ،
فمن إستطاع أن يعالج نفسه وينقذها ، فهو الحكيم الأجدر في البقاء في هذه القرية ،
فوافق لقمان الحكيم على إقتراح كمون.
وفي يوم من الأيام وأمام جمع غفير من الناس ، صنع كمون سماً للقمان الحكيم ليسقيه إياه.
حضر لقمان الحكيم إلى الساحة بعدما أوصى زوجته ، بأن تحضر له الحليب المغلي والماء المغلي ،
ففعلت زوجة لقمان الحكيم ما أمرها به زوجها.
فقام لقمان وأمام جمعٍ من الناس ، بشرب السم الذي أعده كمون ، وبعد ذلك سارع عائداً إلى منزله ،
وشرب الحليب المغلي وتقيأ السُّم ، وبعدها إستحم بالماء المغلي ، ورجع لقمان الحكيم إلى الساحة التي تجمهر بها الناس ليروا ما جرى له ،
وليثبت لهم بأن سُّم كمون لم يتمكن منه.
إقرأ أيضا: قطار زانيتي
عندها قال لقمان لكمون أمام الناس : سأصنع لك سُّماً لن تستطيع أن تنقذ نفسك منه ،
ولكن أمهلني ( 40 يوماً ) وهي مدة التحضير ، فوافق كمون.
عندها قام لقمان الحكيم بشراء مطحنة يدوية كبيرة ، وذهب إلى بيته وبدأ في كل يوم يدق بالمطحنة اليدوية ،
حتى كان صوت رنينها يصل إلى أسماع أهل القرية ، وتملك الفضول كمون من صوت المطحنة الصادر من بيت لقمان.
وبدأ كل يوم يمر بجانب بيت لقمان فيسمع صوت المطحنة ، وهنا أحس كمون بالقلق وما هو نوع السُّم الذي يصنعه له ؟
وبعد مرور ( 40 يوما ) تجمهر الناس في الساحة ، ليشاهدوا مفعول السُّم الذي صنعه لقمان الحكيم ،
وعندما حضر كمون لتناول السم كان متعبا ، هزيل البدن جاحظ العينين ،
فتناول قدح السم من يدي لقمان ، وعند أول رشفة توفي كمون فورا !
عند ذلك تعجب الناس من قوة السُّم ، وتسائلوا عن سرعة مفعوله ، فأجابهم لقمان قائلاً :
أنا لم أضع سماً لأن هذا حرام ، وإن الذي شربه هو مجرد ماء!
لكن الذي أماته هو الإنتظار والخوف والقلق الذي عاشه خلال 40 يوماً.