عام 1958 أطلت أم كلثوم بقصيدة إعتبرها النقاد أروع ما غنت.
قصيدة ثورة الشك التي لحنها رياض السنباطي ، وكتبها الأمير الشاعر عبد الله الفيصل آل سعود.
وقد صرح الفيصل في حوار له في برنامج أغنية وشاعر أن تلك القصيدة هي بداية نضجه الفني.
للقصيدة حكاية متداولة في الأوساط الفنية والثقافية.
تقول إنه كان للأمير الشاعر زوجة إسمها الجوهرة ، أحبها وقدرها كثيراً إلى أن وقع خلاف بينهما ،
تزوج على إثره نورة بنت عساف.
أسرت الزوجة الجديدة قلبه ، ما دفع الجوهرة لطلب الطلاق ، لكن حبه لها منعه من ذلك رغم أنه إستمر في إهمالها.
كان حينذاك وزير الداخلية ووزير الصحة ، لذا كان يغيب عن زوجته الثانية ، الصغيرة في السن.
بدأ المحيطون بعبد الله يثيرون شكوكه حول علاقة زوجته بابنه البكر ، فراح الشك يمزقه ،
خصوصاً مع تصرفات الزوجة التي كانت تتسم بالأنانية والتجاهل والجفاء.
فكتب قصيدة ثورة الشك ، وهي عتاب أبوي رقيق ، من أب حطمه بظهره ، فقال
في أروع قصائده
أكاد أشك في نفسي
لأني أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي إليك
خطى الشباب المطمئن
وقد كان الشباب لغير عود يولي
عن فتى في غير أمن
وها أنا فاتني القدر الموالي
بأحلام الشباب ولم يفتني
كأن صباي قد ردت رواه
على جفني المسهد أو كأني
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك
أقضت مضجعي واستعبدتني
إقرأ أيضا: ظواهر غامضة حيرت العلماء
كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا
ولكني شقيت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير
من الشجن المورق لا تدعني
تعذب في لهيب الشك روحي
وتشقي بالظنون وبالتمني
أجبني إذ سألتك هل صحيح
حديث الناس خنت؟
ألم تخني.