عبد الله بن أم مكتوم

عبد الله بن أم مكتوم ، أسلم قديما بمكة ، وكان من المهاجرين الأولين ، وكان النبي يستخلفه على المدينة في عامة غزواته ، استشهد في معركة القادسية ، فما أثره.

هو عبد الله بن أم مكتوم القرشي العامري ، هو صحابي من صحابة النبي محمد صل الله عليه وسلم ،

وابن خال السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقد كان عبد الله ضريرًا أعمى ،

وأمه هي : عاتكة بنت عبد الله ، وبحسب مصادر أهل السنة والمؤرخون أن سورة عبس نزلت فيه.

حيث كان نبي الإسلام مشغولًا بدعوة كبار وأسياد قريش فجاء إليه عبد الله يسأله فانشغل عنه الرسول ،

فلما أكثر عبد الله عليه انصرف عنه النبي عابسًا.

قصة إسلام عبد الله بن أم مكتوم وهجرته

أسلم قديما بمكة ، وكان من المهاجرين الأولين ، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صل الله عليه وسلم وقيل :

بل بعد وقعة بدر بيسير ، قاله الواقدي ،
روي من طريق أبي إسحاق عن البراء قال :

أول من أتانا مهاجرًا مصعب بن عمير ثم قدم ابن أم مكتوم ، وكان النبي.

وقال الزبير بن بكار : خرج إلى القادسية فشهد القتال ، واستشهد هناك ، وكان معه اللواء حينئذٍ.

وروى الترمذي في جامعه ومالك في موطئه وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت «أنزلت « عَبَسَ وَتَوَلَّى » في ابن أم مكتوم

أنزل الله في الصحابي الجليل آيات سورة “عَبَسَ وَتَوَلَّى
فيه

بعض مواقف عبد الله بن أم مكتوم مع الرسول صل الله عليه وسلم

عندما وقف الوليد بن المغيرة مع رسول الله صل الله عليه وسلم ، ورسول الله صل الله عليه وسلم يكلمه وقد طمع في إسلامه ،

فبينما هو في ذلك إذ مر به الصحابي عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه الصحابي الضرير الأعمى ،

فكلم رسول الله صل الله عليه وسلم وجعل يستقرئه القرآن فشق ذلك منه على رسول الله صل الله عليه وسلم حتى أضجره ،

إقرأ أيضا: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد وما طمع فيه من إسلامه ، فلمَّا أكثر عليه انصرف عنه عابسًا ،

وتركه فأنزل الله تعالى فيه : {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} [عبس: 1, 2]

إلى قوله تعالى : {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ}

[عبس : ؛ أي إنما بعثتك بشيرًا ونذيرًا ، لم أخص بك أحدًا دون أحد ، فلا تمنعه ممن ابتغاه ولا تتصدين به لمن لا يريده.

وبعد معاتبة الله لسيدنا محمد في سورة “.عَبَسَ”، حرص النبي على إكرام ابن أم مكتوم.

بل أن النبي صل الله عليه وسلم كان كلما رأى الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه حتى خاطبه قائلا :

‘مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ألك حاجة.

كان ابن أم مكتوم أحد السابقين إلى الإسلام وواحدا من أوائل المهاجرين إلى يثرب ،

وكان رضي الله عنه حافظاً القرآن الكريم وأمور الدين ،

إذ عُرف عنه قوة الحفظ وكرم الخُلق والرأي السديد وجمال الصوت ، مّا دفع بالنبي لجعله مؤذنًا للصلاة مع بلال بن رباح رضي الله عنه.

كان مؤذن النبي محمد صل الله عليه وسلم هو سيدنا بلال بن رباح ،

كان بلال يؤذن للصلاة مرة وهو يقيم لها والعكس.

وقال الرسول محمد «إن بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم».

قال ابن عبد البر : روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير.

كان الرسول صل الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة المنورة في غزواته فيصلي بالناس ويرعى شؤونهم ،

وقد استخلفه ثلاث عشرة مرة في الأبواء وبواط وذي العشيرة ، وغزوته في طلب كرز بن جابر ، وغزوة السويق ، وغطفان ،

وفي غزوة أحد ، وحمراء الأسد ، ونجران ، وذات الرقاع ، وفي خروجه وإلى جانب حجة الوداع ، وفي خروجه إلى بدر.

أتى جبريل عليه السلام رسول الله صل الله عليه وسلم وعنده ابن أم مكتوم فقال : “متى ذهب بصرُك؟”

إقرأ أيضا: ثاني شهداء الرجيع

قال : وأنا غلام ، فقال : “قال الله تبارك وتعالى : إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة”

وعندما نزل قوله تعالى : {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}

قال عبد الله بن أم مكتوم : “أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري” ، فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95].

فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول : “ادفعوا إليّ اللواء ، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ ، وأقيموني بين الصّفَّين.

استشهاد الصحابي عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه

وفي السنة الرابعة عشرة للهجرة عقد عمر بن الخطاب العزم على أن يخوض مع الفرس معركة فاصلة تديل دولتهم وتزيل ملكهم وتفتح الطريق أمام جيوش المسلمين ،

فكتب إلى عماله يقول : لا تدعوا أحدًا له سلاح أو فرس أو نجدة أو رأي إلا وجهتموه إليَّ والعَجَلَ العَجَلَ ،

وطفقت جموع المسلمين تلبي نداء أمير المؤمنين وتنهال على المدينة من كل حدبٍ وصوبٍ ،

وكان في جملة هؤلاء المجاهدين عبد الله بن أم مكتوم ، أمر الفاروق على الجيش سعد بن أبي وقاص وأوصاه وودعه.

ولما بلغ الجيش القادسية ، برز عبد الله بن أم مكتوم من بين الصفوف لابسًا درعه مستكملاً عدته وندب نفسه لحمل راية المسلمين والحفاظ عليها أو الموت دونها ،

والتقى الجمعان في أيام ثلاثة قاسية عابثة واحترب الفريقان حربًا لم يشهد لها تاريخ الفتوح مثيلاً ،

حتى انجلى اليوم الثالث عن نصر مؤزر للمسلمين ودالت دولة من أعظم الدول ،

وزال عرش من أعرق العروش وهوت راية من رايات الوثنية وارتفعت ورفعت راية التوحيد ،

وسقط مئات من الشهداء وكان من بين هؤلاء الشهداء عبد الله بن أم مكتوم ،

فقد وجد صريعًا مدرجًا بدمائه قابضًا على راية المسلمين.

المصادر :

سير أعلام النبلاء/الصحابي ابن أم مكتوم
القرآن الكريم – تفسير الطبري – تفسير سورة عبس.

Exit mobile version