عجل بني إسرائيل الفصيح ومصيره الأسود .
صنعوا العجل بأيديهم ، عجلا فارغا أجوفا ، لا يفعل شيئا إلا أن يخور خوارا لا قيمة له ولا معنى ، توهموا خواره عظمة وفصاحة.
بعد أن نجا الله بني إسرائيل من عدوهم وشق لهم البحر إلى نصفين ، لم يعجبهم موسى الذي كان منهم ،
يسير بينهم ويعيش مثلهم ، عرفوه وعرفوا سيرته ، لكنها نفوسهم التي تعودت على الذل والخضوع ، وساحرهم السامري اللعين .
كان السامري على علم بنفوسهم الدنيئة كان يعلم أن هؤلاء قوم لا يستطيعون العيش دون وهم كبير ،
دون صنم يعبدونه أو حيوان يقدسونه ويسجدون له ، فرعون في صورة جديدة غير فرعون الذي غرق أمامهم.
فقد صنع السامري لهم أسطورة وهم وصدقوها ، تحمسوا لها ، ساروا ورائها ، وضعوا عندها كل حليهم وذهبهم وثروتهم وهم راضون.
عجلا عبدوه جميعا من دون الله.
كادوا يقتلون سيدنا هارون حين ذكرهم بربهم ليتركوا عبادة غيره.
إلتفوا حول العجل فرحين ، مهللين بصوت عال كلما خار ، وكأنه يقول جملا بليغة وحكما عظيمة.
ولكن لا يغرنكم حماسهم وتهليلهم فحين أتى موسى حرق العجل وألقاه في البحر فلم ينطق أحدهم بكلمة دفاعا عنه.
ومع ذلك وقع عليهم غضب الله وتاهوا في الأرض أربعين سنة وحل بهم الفقر والذل.
هؤلاء الذين عبدوا عجل السامري إفتروا فنالهم ذلك ، ومع أن القصة حدثت في الماضي وانتهت ،
لكن الله يقول لمن يفعلون فعلتهم في كل زمان وبصيغة المستقبل وليس الماضي فقط “سينالهم” سينال كل المفترين ،
إقرأ أيضا: تأخير الصلاة
كل من صنعوا من التافهين أساطيرا قدسوها وأطاعوها في دين الله ، كل من صنعوا بأنفسهم عجلا وعبدوه.
كل من توهموا في الباطل حقا ، سينالهم غضب من ربهم وذلة ،
قال تعالى : “إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين”