الحب في الحياة

عدت إلى المنزل بعد يوم شاق في العمل

عدت إلى المنزل بعد يوم شاق في العمل وبمجرد فتحي الباب ، هرولت صغيرتي نحوي مسرعة ،

وتعلقت بجسدي ورددت : ماذا أحضرت لي يا أبي.

فأجبتها بنبرة ود هادئة ، جلبت لك الدنيا كلها.

قبلتني وضمت إلى صدرها كيس الحلوى الذي أهديته لها ، وركضت مسرعة نحو غرفتها ،

نزعت معطفي ، وخلعت حذائي عند المدخل ، سمعت نداء زوجتي آت من المطبخ تطلب مني الإستحمام ،

والإلتحاق بطاولة العشاء في المطبخ.

غيرت ملابسي في غرفتي ، ثم توجهت نحو الحمام.

بعد الإستحمام مررت بالمطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في تحضير الطعام ، لم أدرك ما بداخل القدر ، لكن الرائحة كانت شهية.

حضرت بعض القهوة الساخنة ريثما يجهز الأكل ، وتوجهت إلى البهو بجانب الشرفة ،

فتحتها فاصطدم بوجهي هواء بارد ، أخذت نفسا عميقا إلى داخل رئتاي ،

ودخنت بعض الوقت مرتشفا من فنجان القهوة بين الفينة والأخرى.

تعالى نداء زوجتي من المطبخ ، الطعام جاهز.

مررت بغرفة إبنتي فوجدتها تغط في نوم عميق وهي تعانق كيس الحلوى ،

قبلتها من جبينها وغطيتها بباطانية إضافية ، ثم توجهت إلى المطبخ لتناول طعام العشاء.

بعد الأكل تبادلت أحاديث روتينية مع زوجتي على فراش النوم ، وفجأة رن هاتفي المحمول، وكان المتصل والدتي.

كانت تبكي كعادتها وهي تخبرني بضرورة عودتي إلى المنزل.

لم تقوى على الحديث أكثر من ذلك ، ثم مررت الخط لأخي الذي أضاف عبارته المعتادة ،

نحن نقدر ما تمر به من هول الصدمة ، لكن يجب ألا تبقى وحيدا في ذلك المنزل ،

عد إلينا وسيعزيك دفء عائلتك ويجيرك في مصيبتك.

إقرأ أيضا: لا عطر بعد عروس

أقفلت خط الهاتف بعد عبارة أخي الأخيرة ، نظرت من حولي فلم أجد داخل الغرفة أحد غيري ، فتملكني شعور كآبة مخيف.

1 3 4 10 1 3 4 10

توجهت إلى غرفة إبنتي ، وكان سريرها خاليا.

إستلقيت عليه وضممت وسادتها الصغيرة بين ذراعي ، وحدثت نفسي بكلمات خافتة ، أنا لست وحيدا ،

ولست مجنونا ، أنا فقط يائس ، منذ موت زوجتي وإبنتي في ذلك الحادث وأنا أشعر بالوجع والمعاناة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?