عندما تتقطع الأسباب وتغلق الأبواب ، وييأس المرء من الخلق ، ولا يبقى له من أمل إلا التعلق بلطف الخالق جل جلاله ، يأتيه الفرج
﴿اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾.
الأخلاق الحسنة اصطفاء ، ونعمة يهبها الله لمن يشاء من عباده ، يتفاوت الناس فيها تفاوتاً كبيرا ؛
كتفاوت أرزاقهم ومعاشهم ، وديانة المرء على قدر خُلقه ؛ “فمَن فاقك في الخُلق ، فقد فاقك في الدين”
بعض الأبواب لم تفتح لأنها ليست لك ، بعض الأشخاص اختفو من حياتك لأنهم لا يستحقون البقاء معك.
بعض الأمنيات لم تتحقق ، لأن الوقت غير مناسب.
بعض الفرص ضاعت لأنك بحاجة للخبرة أكثر من النجاح.
بعض الآلام طالت لأن السعادة بعدها أطول بإذن الله” والخيرة فيما يختاره الله.
ما دمتَ تنامُ دون مُهدِّئات ، وتستيقظُ من نومك لا يُوقظكَ الوجع ،
وتقضي حاجتَكَ دون أن يكشف أحدٌ عورتَكَ
وتمشي على قدميك لا يُقعدك العجز ، فأنتَ واللهِ ملكٌ من ملُوكِ الدُّنيا !”
فاحمد الله ولا تحزن على ما فات منها ، احزن على تفريطك وبعدك عن ربك.
يقولون أن المحبة والطيبة لا تليق بهذا الزمان ، ولكن الحقيقة أن المحبة والطيبة تليق بكل زمان ومكان ،
ولكنها أبدا لا تليق بكل إنسان.
فنحن نمضي في الحياةونكبر في العمر ، تتسع دائرة المعارف وتقل دائرة المقربين ،
والناس تدخل حياتنا وتخرج لأسباب عديدة ،
والقليل من يمكث فيها.
أحيانا الحياة وأحداثها هي ما تقوم بتصفية العلاقات دون إرادتنا ، ولكن بصنيعهم ،
ويبقى الود محفوظا للبعض ممن جمعتنا بهم الأيام يوما ، ثم فرقتنا منهم الظروف ، ولكن القلب يأبى أن ينسى جميل صنيعهم.
إقرأ أيضا: الصاحب الصالح قرة للعين والقلب
نميل دائمًا لمن يجيدون مواساتنا ، أولئك الذين يمكنهم تحمل الضغوطات عنك دون أن يشعروك بأنك عبء وحمل عليهم ،
لمن يرفعون عنا عناء التفكير في نظرتهم لنا ،
لأصحاب الظل الخفيف الذين يملكون نظرة ساخرة يستطيعون بكلمات بسيطة تحويل أشد لحظات بؤسنا وتعاستنا للحظات من الضحك ،
وإطلاق النكات على مواقف كانت تستدرجنا للبكاء.
نميل لأولئك الذين يحاولون دائمًا مساعدتنا بلا مقابل ، لا يبخلون علينا بالود والكلمات اللطيفة ،
والإعجاب بتفاصيلنا في أشد لحظات فقدان الثقة بأنفسنا ،
ولأولئك الذين يمدوننا دائمًا بكلمات القوة والأمل حين نشعر بالهشاشة واليأس ،
نميل لكل الأشخاص الذين لا يبخلون بالمواساة والود والحب ولو بأبسط الكلمات.