عند المساء عاد ، واستأجر غرفة في الفندق المجاور لمنزله ، كانت الغرفة التي استأجرها لها نافذة تقابل منزله ،
مكث به شهرا كاملا ليترصّد (رؤى) في كل حركة تقوم بها.
كان يُلاحقها في النهار ؛ يرى كيف تذهب إلى الساحل مع صديقها ، فإذا جاء المساء حضر عاشقها إلى منزله بسيارته ، فيأخذها معه.
عرف رشاد حينها لماذا طلبَت منه زوجته منزلًا مستقلًّا بها ، عرف لمن كانت تلك الكلمةُ التي ما زالت تدوِّي في أذنه.
وبعد شهر عاد إلى منزله ، وفي اليوم الثاني طلب من (رؤى) أن يذهب معها إلى منزل والدها ؛ فقد اشتاق إلى عمه ، ولا بد من زيارته.
وعند المساء قال لها: وهل تزورين أباك؟
إلتفتَت إليه قائلة: لا ، إنها فرصة يا حبيبي.
اتخذها رشاد فرصة فقال لها: إذًا امكثي حتى آتي إليك بعد أسبوع.
وافقَت (رؤى) على مضض ، وهناك أرسَل لها بورقةِ طلاقها!
فقد كان والدها يعز (رشادا) كثيرا ؛ فلِم كلّ
هذا؟
سألها عن سبب ذلك ، قالت له: لا عِ
لم لي بالأمر ؛ حاول مرارا، لكن لا فائدة.
سارع إلى رشاد قائلًا له : أنت تعلم يا بني أنني رفضت كلَّ من تقدم لخطبتها ، وقبلت بك أنت ؛ حبًّا فيك ، لكنك جازيتني بما صنعت!
حاول رشاد أن يبتعد عن ذكر السبب ؛ فلا يريد أن يجرح مشاعر عمه ، لكنه ألحَّ عليه ليذكر له السبب.
وهناك أجلس رشاد عمه ، وأخبره بكل ما جرى مِن رؤى.
إقرأ أيضا: في إحدى المرات رن هاتفي وظهر لي رقمًا لا أعرفه ولا أعرف صاحبه
ذهب عمه متأسفا لما جرى من ابنته ، وما هو إلا أسبوع ، ثم اتصل برشاد: عليك أن تنتظرني في بيتك الساعةَ العاشرة صباحا.
سأله رشاد: ولِم؟ فلم يُبدِ عمه أمرًا ، إنما طلب منه الإنتظار.
وفي تمام الساعة العاشرة جاء بسيارته ، وفي داخلها فتاة جميلة ، ظن رشاد أنها رؤى ، وعند خروج عمه من السيارة اتصل بأحد أئمة المساجد ، فلما حضر قال العمُّ:
تقدم يا رشاد حتى أعقِد لك بسلوى ؛ جزاءَ ما صنعت ؛ فأنت رجل لا يمكن مُجازاتك!