عند دخول السلطان محمد الفاتح القسطنطينية خرج الأهالي لإستقباله واصطفوا على الطرقات بالورود والزهور.
وكان السلطان يسلك الطريق بصعوبة متجها إلى آيا صوفياز، وحوله معلموه “آق شمس الدين” و “الملا الكوراني” و الملا خسرو”.
وعندما رغب الناس في تقديم باقات الورود إلى السلطان ، رأوا الشيخ آق شمس الدين ،
فهرعوا نحوه معتقدين من لحيته البيضاء أنه السلطان ، فأستحى الشيخ “آق شمس الدين”
وحاول كبح حصانه ليتراجع خلف حصان السلطان ، وقال لمن يقدمون إليه باقات الورود وهو يشير إلى السلطان الشاب ،
هذا هو السلطان محمد فاذهبوا إليه.
فقال لهم السلطان مبتسما : إذهبوا ، إذهبوا إليه ثانيةز، صحيح أني أنا السلطان محمد ، ولكنه شيخي.
كان السلطان محمد الفاتح يُجل شيخه ويحترمه كثيرا ،
حتى أنه كان يقول لمن يرى فرحته : {لا تظنوني فرحاً بفتح القسطنطينية ، إنما فرحي بمعاصرتي لشيخي “آق شمس الدين}.
وبعد الفتح العظيم للقسطنطينية كان الشيخ “آق شمس الدين” أول من يُلقي خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا.
وهنا يقول السلطان محمد الفاتح : إن أعظم لحظة في حياتي ساعة أن صعد شيخي ومعلمي “آق شمس الدين” وخطب أول جمعة في آيا صوفيا.
كان الشيخ محبوباً لدى الفاتح ، وقد عبر الفاتح عن إحترامه له بقوله :
“إن احترامي للشيخ آق شمس الدين ، إحترام غير إختياري ، وإنني أشعر وأنا بجانبه بالإنفعال والرهبة”.