فطرة الغيرة ، الغيرة المفقودة عند الذكور لا الرجال
أصبحنا في زمان نزعت فيه الغيرة لا أقول من الرجال بل من الذكور لأن الرجولة صفة مدح مدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه بهذه الصفة العظيمة ،
إلا أننا اليوم وللأسف الشديد اتخذ الكثير منا أهل الفجور والمعاصي ،
الذين يجاهرون الله بالمعاصي ليل نهار أخذوهم قدوة في كل شيء وخصوصا في الدياثة ،
وعدم الغيرة على النساء ونسوا حب النبي صل الله عليه وسلم لزوجاته مع الغيرة عليهم.
انظروا لما رأى غيرة سعد بن عبادة ويذكر عن سعد بن عبادة أنه كان شديد الغيرة لم يتزوج إلا بكرا وما طلق إمرأة ،
وقدر أحد أن يتزوجها انظروا في الحديث الذي في البخاري :
قالَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ : لو رَأَيْتُ رَجُلًا مع امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غيرَ مُصْفَحٍ ، فَبَلَغَ ذلكَ رَسولَ اللَّهِ صَل الله عليه وسلَّمَ فَقالَ :
أتَعْجَبُونَ مِن غيرة سَعْدٍ ، واللَّهِ لَأَنَا أغْيَرُ منه ، واللَّهُ أغْيَرُ مِنِّي ، ومِنْ أجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ ،
ولَا أحَدَ أحَبُّ إلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللَّهِ ، ومِنْ أجْلِ ذلكَ بَعَثَ المُبَشِّرِينَ والمُنْذِرِينَ ،
ولَا أحَدَ أحَبُّ إلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ ، ومِنْ أجْلِ ذلكَ وعَدَ اللَّهُ الجَنَّةَ.
بل انظروا لغيرة عمر رضي الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم : بَيْنَما أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ ،
فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا» فَبَكَى عُمَرُ وقال : أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ الله.
البخاري
إقرأ أيضا: المرأة أمانة ما خلقت للإهانة
وانظروا إلى غيرة معاذ بن جبل رضي الله عنه : حيث ذكر الخرائطي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يأكل تفاحا ،
ومعه امرأته فدخل عليه غلام له فناولته تفاحة قد أكلت منها فأوجعها معاذ ضربا.
روضة المحبين.
سبحان الله كانوا رجالا يحبون زوجاتهم ويغارون عليهم أشد الغيرة.
أما في زماننا اليوم فقد ضاعت وفقدت الغيرة إلا من رحم الله.
فوالله ثم والله لا يوجد رجل مسلم يحب زوجته لا يغار عليها.
وما عمت بيه البلوى إنتشار مقاطع كثيرا لبعض النساء ولهن ذكور لا يغاروا على أعراضهم وقد خرجن بأجسادهن كاسيات عاريات ،
كيف وهو يدعي محبتها فيخرجها بهذه الصورة بل هو الذي يصورها من أجل المال يا للوقاحة.
والله ثم والله لو عشت في زمن العرب وهم في الجاهلية بهذه الدياثة لضربوك بالنعال.
كيف للرجل الذي يحب زوجته أن يخرجها عارية متبرجة ومتعطرة للأسف.
انظروا إلى هذا الأعرابي في عصر الجاهلية ،
قد زفت إليه عروسه على حصان ، وبعد إنتهاء الزفة ، قام بقتل الحصان.
فتعجب الجميع منه عن سر ما فعله!
فقال لهم : خشيت أن يركب سائق الحصان مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئا.
هذه هي الرجولة وهؤلاء هم الرجال ، وصدق ابن القيم رحمه الله حين قال :
إذا ترحلت الغيرة من القلب ، ترحلت المحبة ،
بل يرحل الدين كله.
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم آمين يا رب العالمين