في الهند حدث غلاء شديد للأسعار في ستينات القرن الماضي وكان الناس قبل ذلك في عز وغنى.
كان وقتها الداعية الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي رحمه الله ، صاحب كتاب حياة الصحابة مشهوراً بزهده وورعه هناك.
ذهب إليه الناس واشتكوا إرتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وقالوا له: هل نحتج ونغضب؟
قال لهم الشيخ : الناس والأشياء عند الله مثل كفتي الميزان ،
فإذا ارتفعت قيمة الإنسان عند الله بالإيمان والأعمال الصالحة قلت قيمة الأشياء ،
وإذا قلت قيمة الإنسان عند الله بسبب الذنوب والمعاصي ، إرتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعم الغلاء.
فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحة ، حتى ترتفع قيمتكم عند الله وتقل الأسعار.
ولا تخوفوا الناس من الفقر فهذا شغل الشيطان ، فلا تكونوا من جنوده وأنتم لا تشعرون.
فوالله لو أن هناك في قاع البحر صخرة صماء ملساء فيها رزق لعبد لانفلقت حتى تؤدي إليه رزقه ،
فالغلاء لا يمنع عنك رزقاً ساقه الله إليك
الذي فتح لك فاك لن ينساك.
قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ …} 96 الأعراف
بالإيمان والتقوى تسعد المجتمعات وتعم عليها النعم والرخاء.
لا تشغلوا أنفسكم بأسعار صرف العملات ولا بالغلاء ، الرزق عندالله مضمون.
ولكن إشغلوا أنفسكم بأسباب الرزق
وهي : التوبة والإستغفار وبالعمل الدئوب يرزقكم رب السماء والأرض من حيث لا تعلمون.
(فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)
من سورة الذاريات- آية (23).