في تسعينيات القرن السادس عشر
قام العالم الإيطالي جاليليو جاليلي بتجربته الشهيرة وسط كثرة من الناس حيث أسقط كرتين معدنيتين من فوق برج بيزا المائل ،
إحداهما وزنها ثقيل والأخرى خفيف وتوقع الجميع بشكل تلقائي وصول الكرة الثقيلة أولا.
ولكن وخلافا للحدس فإن الكرتان وصلتا إلى الأرض في نفس اللحظة وسط دهشة الجميع.
وبرغم من شدة بساطة ووضوح تلك التجربة فإنها تشكل ثورة علمية ، ل
أنها تتحدى بشكل صريح المعتقدات العامة السائدة في تلك الفترة والتي كانت تعتمد على المنطق القديم ،
وكلام أرسطو ولذلك لم يتقبل الناس تلك الفكرة بسهولة ،
ولكن النتيجة واضحة وصريحة وهي ثبات عجلة الجاذبية الأرضية.
نعم الأجسام جميعا تستغرق وقتا متساويا في السقوط وذلك عند تساوي مقاومة الهواء ،
حتى وإن كان ذلك يبدو مخالفا للحدس.
حيث أننا نرى الحجر يسقط أسرع من الورقة ، إلا أن ذلك فقط بسبب مقاومة الهواء للورقة بخلاف الحجر.
أعاد تلك التجربة إسحاق نيوتن ولكن بشكل حاسم هذه المرة حيث قارن عملة معدنية وريشة أثناء سقوطهما.
سيظن الجميع أن العملة بلا شك ستسقط أسرع من الريشة ،
إلا أنه عندما تستبعد عامل مقاومة الهواء وذلك بإجراء التجربة في أنبوب مفرغ من الهواء كما فعل نيوتن ،
فستندهش حتماً عندما ترى الريشة التي إعتدنا على رؤيتها عند سقوطها تتباطأ وتترنح ،
تسقط مثل العملة المعدنية وتصطدم بالأرض في نفس اللحظة.
وتعد تلك التجربة الثورية توطيدا للطريقة العلمية التي تشكك في الأفكار التقليدية المجردة من الدليل ،
وتحققها بشكل منهجي إعتمادا فقط على التجربة والبرهان.