في تلك الليلة زاد المزاح بينهما ودون أي سابق إنذار ودون إدراك مسبق ، أرسلت له أحبك.
لم تعلم ما عليها فعله أنذاك ، هل تلغي الرسالة ، لا فلقد تلقاها وانتهى الأمر.
لكن لماذا لم يجب ، ليس من عادته التأخر دقيقة كاملة ، ساد صمت رهيب بينهما لبرهة.
وفجأة توصلت برسالة ، ماذا قلت ، لم أفهم قصدك.
تلقتها بحسرة بالغة واكتفت بآسفة كنت أمازحك ، لا غير ، ولا شك أنه مفعول النعاس سأذهب للنوم ، ليلة سعيدة.
أغلقت الهاتف وهرولت إلى فراشها ، لكن النوم لم يحضر بعد.
وبعد صراع دام لساعات ، خلدت للنوم أخيرا ، و ما هي إلا سويعات أشرقت شمس الصباح التالي وأشرقت معها عينيها الذابلتين.
أسرعت لهاتفها وانصدمت برسالته الجارحة .. أنا آسف جدا ،
أنت تعلمين أني أعتبرك صديقة لا غير وأرجو أن تكوني حقا قلتها بمزاح.
أغلقت الهاتف وعادت إلى فراشها تجر أذيال الخيبة ودموعها تتسربل واحدة تلو الأخرى ،
وما إن رمت بجسدها على الفراش حتى غطت في نوم عميق ، أو ليس غريب ؟!
کیف نامت بهاته السرعة ، لا إنها لم تنم نومة عادية بل كانت نومتها الأخيرة ،
نعم لقد غادرت ، لم يشعر بها أحد لحد الآن فالكل نائم.
هاتفها يرن ، من يا ترى؟! إنه هو أرسل رسالة نصية.
أعلم أنك مستيقظة ، هيا أجيبي ، لا شك أنك قلقة الآن أيتها الغبية ، وأنا أيضا أحبك وكان هذا واضحا جدا ،
لكنك غبية لم تفهمي شيئا.
إياك أن تصدقي رسالتي السابقة فما هي إلا مزحة هه ، فأنت الصديقة والحبيبة ،
هيا لا تتأخري في الرد حبيبتي ، سأبقى في إنتظارك.
لن تقرأ رسالتك هاته ، فمزحتك تلك كانت صدمة لم تستطع تحملها ،
فعندما قسوت عليها بكلماتك تلك ولم ترأف بها ، رأفت بها روحها الطاهرة وانتقلت بها إلى بارئها علها تلقي الحب والسكينة هناك.
أما أنت فاحتفظ بكلمة أحبك لنفسك فلا حاجة لها بها بعد الآن!